كتاب آلة الموحدين لكشف خرافات الطبيعيين

تأليف : أبو الفداء بن مسعود

النوعية : الأديان

كتاب آلة الموحدين لكشف خرافات الطبيعيين بقلم أبو الفداء بن مسعود.. قبل بضعة قرون خلت، انقلب فلاسفة أوروبا على الكنيسة الكاثوليكية انقلابا فكريا شاملا، إذ كان لائحا للعقلاء فساد الاعتقاد الكنسي جملة وتفصيلا، ولم يكن يخفى كيف تحكمت السلطة الكنسية الباباوية في رقاب البشر بغير سلطان من علم ولا برهان، ولا دليل يرقى لتحقيق أدنى درجة من درجات الظن الضعيف، فضلا عن ذاك الاعتقاد الراسخ واليقين التام الذي كان الناس مطالبين بتحقيقه في نفوسهم بإزاء السيادة الإكليريكية.

غير أن هؤلاء الفلاسفة أبو في الحقيقة إلا أن يرجعوا بأوروبا إلى جاهلية أشد مما كانت عليه، ليؤسسوا ثقافة جديدة لا محل فيها للدين أصلا، فنزلوا بها من النصرانية إلى الإلحاد، ومن الإيمان بالغيب إلى الكفر به جملة وتفصيلا، بل جاوزا ما كان عليه أسلافهم من ملاحدة اليونان، واجترؤوا على صور من السوفسطائية المحضة ما كان يجرؤ عليها أكابر السوفسطائيين الذين رد عليهم أرسطو وغيره من فلاسفة السلف الأوروبي قبل ثلاثة وعشرين قرنا، حتى صار التنوير المزعوم هذا ثورة شاملة على البنيان المعرفي البشري، بل على العقل الإنساني نفسه!
وفي خضم تلك الهجمة الوحشية على أصول المعرفة، خرجت مدارس فلسفية حادثة لا تنفي الغيب والماورائيات (الميتافزيقا) وحسب، بل تنفي حتى إمكانية تحصيل المعرفة الصحيحة بشيء منه أصلا (كما في وضعية كومت ولابلاس وغيرهما)! وأصبح طريق التنويريين الملاحدة هؤلاء لهدم الدين (بإطلاق) وصد الناس عنه، ماثلا في تأسيس فلسفة معرفية جديدة تناسب الاعتقاد الغيبي الإلحادي، وتخدم تصورا معرفيا جديدا يقوم على قصر طرق تحصيل المعرفة المعتبرة على البحث الطبيعي المادي وحده. هذه الفلسفة المعرفية المادية قد تأسس عليها في واقع الأمر نظام اعتقادي غيبي جديد يستجيز أصحابه إعمال طرائق البحث الطبيعي في طلب المعرفة بمسائل تخرج عن مفهوم الطبيعة نفسه، ليحيلوها من دائرة الميتافزيقي إلى الفزيقي، مستعينين في ذلك بجملة من المغالطات المنطقية الفجة، فتظهر فيه الخرافات الطبيعية الغيبية أشكالا وألوانا، ملبسة بلبوس العلم، ثم تروج بين الجهلاء والمفتونين على أنها آخر ما أثبته العلم الحديث، وليست من ذلك في شيء!
ففي هذا الكتاب أقدم لطلبة العلم الشرعي المشتغلين بدراسة الفكر المعاصر بيانا تفصيليا ضروريا للمغالطات العقلية الكلية التي تقوم عليها تلك النحلة الفلسفية الكبرى، التي استحوذت على شطر عظيم مما يقال له اليوم العلم الطبيعي، أعرضه في سياق الرد على بعض أولئك الذين بلغ بهم غرورهم أن زعموا أن الطريقة العلمية الطبيعية تكفي لكشف كل خرافة، وللتحصين من كل سفاهة، فالله أسأل أن ينفع به المسلمين، وأن يعصمهم به من قبول كل خرافة وضلالة يروج أصحابها لها على أنها "علم" ثابت قد أثبتته التجارب والمشاهدات ولا مراء فيه، والحمد لله أولا وآخرا.
المؤلف.
-----------------------


المحتويات
مقدمة
تمهيد
حدود الشك العلمي المحمود.
الضرورة إلى بناء الفرد المسلم بناء معرفيا صحيحا.
(فتبينوا ...)
العذر بالجهل لا يساوي القول بمشروعية الجهل!

أولا: أدوات "ساغان".
مهاجمة شخص المتكلم دون حجته.
المحاججة بالسلطان المعرفي.
مغالطة "عم الشيخ"!
الصورة التحقيرية (نزع السلطان المعرفي عن أهله)
الصورة التعظيمية (إنزال السلطان المعرفي في غير محله)
الاحتجاج بالعواقب غير المرغوبة.
الاستدلال بالعدم Ad Ignorantiam
الاحتجاج بالجهل المطلق.
الاستدلال بمحل النزاع.
الانتقاء بالهوى.
الخطأ في فهم مدلول بعض صياغات الإحصاءات.
المغالطة في الاستدلال بالإحصائيات.
التناقض المنهجي: تعطيل القاعدة المطردة بلا مسوغ عند التفريع (ازدواجية المعيار).
مغالطات الغلو في الحتمية السياسية
من قول الدهرية في أزلية العالم إلى الانفجار الكبير: الإلحاد ملة واحدة.
مغالطات الاستمرارية المطلقة عند الطبيعيين.
منزلة "الأدلة التفسيرية" في ميزان المنطق الاستقرائي.
وجوب العلة الأولى ووجوب أن تكون بائنة ومنفصلة عن معلولاتها.
حوادث لا سبب لها، في صندوق الكوانطا السحري!
سببية الحوادث ضرورة عقلية تفرضها اللغة الطبيعية كسائر البدهيات.
الفجوات في رؤوس الطبيعيين!
عنز ولو طارت!
ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت، فارجع البصر هل ترى من فطور؟
نقد المسلك الأول: الاحتجاج لوجود الخالق بالانفجار الكبير.
نقد المسلك الثاني: الاستدلال بالانفجار الكبير على صدق القرءان.
خلاصة مبحثنا هذا في نظرية الانفجار الكبير
مغالطة التعلق بفقد البديل المكافئ.
المغالطة في بناء النتائج على المقدمات.
مغالطة التعليل بمطلق التتابع أو التوارد.
المغالطة في السؤال (الأسئلة الفاسدة عقلا).
مغالطة افتراض التناقض في غير موضعه.
الخلط في أولويات المقاصد والغايات.
مغالطة "المنحدر الزلق" والاستدلال العواقبي.
مغالطة الخلط بين السببية والتعلق أو التوافق الظرفي.
مغالطة "مهاجمة رجال القش".
التدليس في عرض الأدلة.
تسمية الأشياء بغير أسمائها.
مغالطة اختزال المتناقضات الجلية إلى "معضلات" و"إشكالات"
خرافة السفر عبر الزمن، والخلط في فهم حقيقة الزمن نفسه!
ميتافزيقيا الكم وخرافة العوالم المتوازية و"البديلة" والمبدأ الأنثروبي!
فائدة: في حتمية ترتب أحداث الكون كلها على وفق إرادة خالقه.
أنطولوجيا وميتافزيقا الزمكان عند الطبيعيين: ما وراء العقل واللغة!
فلسفة النسبية العامة وماهية الزمان والمكان.
تبرئة علم الرياضيات من ضلالات الطبيعيين.

ثانيا: حقيبة أدوات مايكل شيرمر لكشف الدجل!
السؤال الأول: ما مدى صلاحية المصدر الذي تأتي منه الدعوى Source Reliability ؟
السؤال الثاني: هل يكثر صدور أمثال تلك الدعاوى من ذلك المصدر نفسه؟
الإجماع في العلوم التجريبية.
الإجماع ونمط النمو المعرفي في العلم التجريبي والعلم الشرعي.
طوفان نوح عليه السلام، وفلسفة علم الجيولوجيا.
صدقتم! دعوى "النظم غير القابلة للاختزال" في الأحياء ليست علما طبيعيا!
كل علم طبيعي يقوم على عقائد الطبيعيين الباطلة فهو دجل وعلم كاذب! Pseudoscience
السؤال الثالث: هل سبق التحقق من صحة النتائج من مصدر آخر؟
السؤال الرابع: كيف يمكن الجمع بين هذه الدعوى وما نعرفه عن الكيفية التي يعمل بها العالَم؟
السؤال الخامس: هل حاول أحدهم أن يثبت بطلان الدعوى المعرفية؟ أم أنهم لم يسعوا إلا في طلب الأدلة الداعمة وحسب؟
السؤال السادس: هل يشير محصول الأدلة إلى استنتاج صاحب الدعوى أم إلى غير ذلك ؟
السؤال السابع: هل يطبق صاحب هذه الدعوى قواعد المنطق والنظر العقلي وأدوات البحث المقبولة، أم أنه 24-5. أهمل هذه القواعد والأدوات جميعا لصالح أدوات أخرى تؤدي إلى النتيجة التي يرجوها؟
خرافة الفضائيين والحضارات الفضائية، وذاك "العلم الكاذب" الذي يقال له SETI
السؤال الثامن: هل يقدم صاحب هذه الدعوى تفسيرا للظواهر المشاهدة، أم أنه يكتفي بنفي التفسير الموجود حاليا؟
السؤال التاسع: وفي حالة تقديم صاحب الدعوى تفسيرا جديدا، فهل يغطي ذلك التفسير جميع الظواهر التي كان يغطيها التفسير الآخر؟
السؤال العاشر: هل تتحرك نتائج صاحب الدعوى الجديدة (في أبحاثه) تبعا لعقائده الشخصية وتعصباته الفكرية، أم أن العكس هو الصحيح؟
الخاتمة.

شارك الكتاب مع اصدقائك