كتاب أبراج بابل

كتاب أبراج بابل

تأليف : جاك دريدا

النوعية : الفكر والثقافة العامة

حفظ تقييم
في الكتابات التي نسّبت نفسها، أو نسّبت من خلال مضامينها إلى هذه اللحظة الثقيلة حتى بثوانيها، تكون خاصية البلبلة مفعَّلة بشكل لافت في مختلف الأساليب والطرق والصيغ المعتمدة بنيّة الخروج إلى السطح، كما لو أن هناك طوفاناً يغطي على ما عداه، إلى جانب الأصوات

المرافقة، كما هي البروق والرعود المصطحبة للأمطار المدرارة. وفي هذا النطاق ليس في وسع المغمور بالمطر وهو يجرف أشياء وأشياء مما حوله، أن يمد بنظره إلى ما حوله، بقدر ما يضيّق دائرة تحركاته تجنباً للإنزلاق أو الإنجراف بالمقابل، والبلبلة ليست محطة تاريخية، إنما هي تاريخ يضرب في عمق الأفكار والتصورات وأصحاب الرؤى والخيالات، وعلى مستوى العلم المحض بالمقابل، ولا يكون التنويه إلى وجود بشر من نوع آخر، وحياة سبقت حياتنا المعهودة، وهيئات مختلفة من جهة الناس والكائنات الأخرى، وعلى مستوى المناخ الكوني وتنوع الأقاليم، ونسبة كل من الماء والبريّة إلى بعضهما بعضاً... إلخ، إلا على خلفية من هذه البلبلة العظيمة. لا يكون هذا الإنغمار بما هو تاريخي وإنسكان بمتعة الخيال ولوعة الغياب للعصر المتخيَّل والمتظلل بين السطور، إلاّ بناء على هذا الضغط الكبير والخطير أيضاً والذي يمثله ما أشير إليه باللحظة البابلية المتحولة ببلبلتها.

في الكتابات التي نسّبت نفسها، أو نسّبت من خلال مضامينها إلى هذه اللحظة الثقيلة حتى بثوانيها، تكون خاصية البلبلة مفعَّلة بشكل لافت في مختلف الأساليب والطرق والصيغ المعتمدة بنيّة الخروج إلى السطح، كما لو أن هناك طوفاناً يغطي على ما عداه، إلى جانب الأصوات

المرافقة، كما هي البروق والرعود المصطحبة للأمطار المدرارة. وفي هذا النطاق ليس في وسع المغمور بالمطر وهو يجرف أشياء وأشياء مما حوله، أن يمد بنظره إلى ما حوله، بقدر ما يضيّق دائرة تحركاته تجنباً للإنزلاق أو الإنجراف بالمقابل، والبلبلة ليست محطة تاريخية، إنما هي تاريخ يضرب في عمق الأفكار والتصورات وأصحاب الرؤى والخيالات، وعلى مستوى العلم المحض بالمقابل، ولا يكون التنويه إلى وجود بشر من نوع آخر، وحياة سبقت حياتنا المعهودة، وهيئات مختلفة من جهة الناس والكائنات الأخرى، وعلى مستوى المناخ الكوني وتنوع الأقاليم، ونسبة كل من الماء والبريّة إلى بعضهما بعضاً... إلخ، إلا على خلفية من هذه البلبلة العظيمة. لا يكون هذا الإنغمار بما هو تاريخي وإنسكان بمتعة الخيال ولوعة الغياب للعصر المتخيَّل والمتظلل بين السطور، إلاّ بناء على هذا الضغط الكبير والخطير أيضاً والذي يمثله ما أشير إليه باللحظة البابلية المتحولة ببلبلتها.

جاك دريدا ‏ (1930 - 2004)، هو فيلسوف وناقد أدب فرنسي ولد في مدينة الأبيار بالجزائر يوم 15 يوليو 1930 - وتوفي في باريس يوم 9 أكتوبر 2004. يعد دريدا أول من استخدم مفهوم التفكيك بمعناه الجديد في الفلسفة، وأول من وظفه فلسفياً بهذا الشكل وهو ما جعله من أهم الفلاسفة في القرن العشرين يُعتبر هدف دريدا الأساس يتمثل في نقد منهج الفلسفة الأوربية التقليدية، من خلال آليات التفكيك الذي قام بتطبيقها إجرائيا من أجل ذلك . بالنسبة لدريدا فإن للتفكيك تأثيرا ايجابيا من أجل الفهم الحقيقي لمكانة الإنسان في العالم فقد أزاحه عن موقعه المركزي بعيدا، كان دريدا بأفكاره الفلسفية مختلفا تمام الاختلاف ومغايرا للسائد الفلسفي لذا كان يتلقى دائما اتهامات في قضايا عدة فأحياناً كان يُتهم بالمبالغة في التحليل وأحياناً كان يُوصف بالظلامية والعبثية وتعمد الغموض، حاول دريدا الإجابة على أسئلة خصومه الذين كان من أشدهم وطأة عليه هابرماس .
جاك دريدا ‏ (1930 - 2004)، هو فيلسوف وناقد أدب فرنسي ولد في مدينة الأبيار بالجزائر يوم 15 يوليو 1930 - وتوفي في باريس يوم 9 أكتوبر 2004. يعد دريدا أول من استخدم مفهوم التفكيك بمعناه الجديد في الفلسفة، وأول من وظفه فلسفياً بهذا الشكل وهو ما جعله من أهم الفلاسفة في القرن العشرين يُعتبر هدف دريدا الأساس يتمثل في نقد منهج الفلسفة الأوربية التقليدية، من خلال آليات التفكيك الذي قام بتطبيقها إجرائيا من أجل ذلك . بالنسبة لدريدا فإن للتفكيك تأثيرا ايجابيا من أجل الفهم الحقيقي لمكانة الإنسان في العالم فقد أزاحه عن موقعه المركزي بعيدا، كان دريدا بأفكاره الفلسفية مختلفا تمام الاختلاف ومغايرا للسائد الفلسفي لذا كان يتلقى دائما اتهامات في قضايا عدة فأحياناً كان يُتهم بالمبالغة في التحليل وأحياناً كان يُوصف بالظلامية والعبثية وتعمد الغموض، حاول دريدا الإجابة على أسئلة خصومه الذين كان من أشدهم وطأة عليه هابرماس .