كتاب أبواب دمشق وأحداثها التاريخية بقلم قتيبة الشهابي ...شعور غريب مفعم بالخشوع والإجلال يمور في ذاتي كلما مررت بأبواب دمشق العريقة وكأنني أعبر من بوابات التاريخ ، لهيب يؤججه كر الغزاة وصد المدافعين ، صهيل خيول قرع طبول صليل سيوف صراخ قتال ، تعدد أقوام تنوع أعراق غرابة لسن تناقض نسب، رشق سهام قذف رماح هدم سور
نزول باب، ملاحم بطولات ، أساطير حكايات ، أهازيج النصر والانتصار. إشراقة الصمود هي أبواب دمشق ، لم تستكن لحظة من لحظات تاريخها الطويل ، وكعاشق يدفع الضيم عمقن يحب ، ويزود عن حياضه نوائب الزمن ، صمدت صمود الميامين من الأبطال ، ودافعت دفاع الأشاوس من الرجال، وردت عنها عتاة العلوج والطامعين ، واستمرت فى شموخها باعتزاز وفخار. لم تنل هذه الأبواب حقها من التاريخ ، وأهمل ذكرها كثير من الكتبة ، ولم يعبأووا بأهمية دورها في الحفاظ على وجودهم أيام الشدائد والغزوات والحملات ، تماما كأهمية الهواء والماء والغذاء. وبعد عشرات القرون من استمرارها وتجاهلها ، رأيت أن الوفاء يدفعنى لتقديمها بحلة جديدة ، كعروس حلوة فازت بمحبها فتزينت له بشفوف الأسطورة والرواية والحديث. وهكذا بدأت.