تقترن هذه المحاضرات باسم "جورج كلارك"، أحمد المحاضرين في كلية "ترينتي". فمن خلاله نلتقي اليوم، ومن خلاله نبدأ موضوعنا. كان "كلارك"، رجلاً من "يورك شاير". ولد عام 1821 وتعلم في مدرستي "سدبرغ وشروزيري". وفي عام 1840 انتسب إلى كلية "ترينتي" قبل تخرجه في المدرسة
الثانوية، وأصبح محاضراً بعد أربع سنوات. كما غدت الكلية سكناً له نحواً من ثلاثين عاماً، لم يغادرها إلا عندما مرض قبل وفاته بوقت قصير. اشتهر "كلارك" بأنه باحث في أدب شكسبير، لكنه نشر كتابين في موضوعات أخرى. لنرجع الآن إلى منهجه الأكاديمي. فقد رسخ شهرة شكسبير في كامبريدج، مع "غلوفر" أولاً، ومع "أديس رايت" ثانياً، وكلاهما يعمل في مكتبة ترينتي. ساعده أديس رايت في تأليف كتابه "كوكب شكسبير" المألوف من القراء، ثم جمع كلارك معلومات كثيرة عن "أرستوفانس"، ونشر بعضاً من المواعظ، لكنه تخلى عن الكهنوت عام 1869 ولم يرقه الإفراط في الأرثوذكسية، شأنه في ذلك شأن صديقته التي دونت قصة حياته "ليسيل ستيفن"، و"هنري سايدغ ويك" وغيرهما من أبناء جيله. وقد أوضح مسوغات ذلك في كراس عنوانه: "الخطر الراهن للكنيسة في انكلترة". وبنتيجة ذلك فقد منصبه في الكهنوت، في حين استمرت الكلية في رعايته. توفي كلارك في عامه السابع والخمسين، وحظي بتقدير كل الذين عرفوه على أنه باحث محبب ورجل شريف. وستعرفون أنه كان أحد شخصيات كامبريدج، لذلك قررت كليته القديمة إلقاء سلسلة من المحاضرات السنوية في بعض مراحل آداب اللغة الإنكليزية، على أن تقترن هذه المحاضرات باسمه.