كتاب أرملة قاطع طريق بقلم ميسون صقر ....تقسم الشاعرة الديوان إلى ستة أجزاء رئيسية هي: " آخر قطرة في الكأس، صندوق الميت تحت ظل خيمة، كان أبي، مائدة العشاء الأخير، بقوة الماضي، و إدراك القيمة".وأهم ما يميز الديوان الأخير لميسون صقر أنه يبدأ بالكتابة عن خاصها كذات، ناظرة لهمومها بشجاعة وقدرة على البوح ، ليس بغرض
التجريح ولكن للمعرفة والتجاوز بل والسخرية منه أحيانا، منطلقا نحو العام؛ القريب والمحيط ،المؤرق والمحزن، العام العربي.وفي هذا تقول الشاعرة ميسون صقر: " حين شرعت في كتابة الديوان كتبته من العام إلى الخاص، ولكن حين وضعته بدأت بالخاص لأنه جزء من العام الكامل، لقد بدأت بالكتابة عن الذات وانتهيت بإدراك القيمة؛ قيمة الإنسان بشكل عام".وتضيف الشاعرة " فيما بين دفتي الديوان كانت هناك فكرة الخاص وهو ما رمزت به بالثمالة أي آخر قطرة في الكأس، وخرجت منه إلى الصحراء وصندوق الميت كمرتكزين لمفاهيم الاختلاف والرحالة كي تعود للأب كمشكل أساسي لتكوينها ـ أيا كان هذا الأب ـ من خلال الاعتراف بوجوده والإقرار بقيمته كأب، لتبدأ سيرة أخرى في الشعر من خلال مائدة العشاء الأخير، وما تطرحه من أفكار حول تلك المائدة، لتعود إلى العام في فكرتي الشهداء وشهداء الإهمال في "بقوة الماضي"، الذي يجرنا للعودة إلى الضعف والتخاذل، لتنتهي أخيرا بقصيدة طويلة بعنوان "إدراك القيمة"، ومع ذلك يظل هاجس الموت يتتبعها من بداية الديوان حتى يتشكل مع الشهداء كمرتكز أساسي للنظر من خلاله.ويؤكد ذلك كثير من عناوين قصائد الديوان التي تنوعت ما بين الخاص والعام مثل: "من يهمه الأمر، العقدة، من بيت إلى بيت، عدوى الكآبة، موصل جيد لآلام العاملين، بلا أحقاد، بلا أمكنة ولا شواهد، ملح الحياة، عماك الذي أعادني إلى بيتي، داخل العالم، ماذا سأفعل، من شدة الحياة".