يعود الكاتب مصطفى ذكري بالجزء الرابع من سلسلة يومياته "قال جمال لصديقه خالد: إنني أقوم بأمرين متزامنين منذ ستة أشهر، الأول هو تدريبات مكثفة على رياضة الكونغ فو، والثاني هو تخيُّل معارك مع أعداء، وقائمة الأعداء تتسع بحيث تضم أشخاصاً أعرفهم، وآخرين لا أعرفهم، وزمن القتال هو الحاضر،
والماضي، والمستقبل، وأسباب القتال قد تكون خافية أحياناً على الأعداء، فأنا نفسي أبذل مجهوداً كبيراً أثناء تدريبات الكونغ فو المنزلية، في نحت ممرات متعرجة، لتنساب فيها أسباب القتال، منطقية، عقلانية، وكأنها روافد نهر موغل في الزمن. سأل خالد بسخرية: هل كنتُ يوماً مُدرجاً فيه على قائمة الأعداء؟ وكيف كان القتال؟ وهل أسباب القتال ترجع إلى ضغائن صغيرة من أيام الدراسة الثانوية منذ ثلاثين عاماً؟ رد جمال متجاهلاً سخرية خالد: من الممكن أيضاً أن تكون أسباب معارك الكونغ فو، استعراضية، لصقل المهارات، مباريات في ساحات عامة، في شوارع ضيقة، على أسطح منازل، وهناك مشاهد، غامض، بصيغة جمع، أو مفرد، يمثل العين الخفية التي تراقب الحلم في صمت. قال خالد: أتصور أن هناك اختلافاً في الأداء بين الكونغ فو المنزلي، الواقعي، وبين الكونغ فو الخيالي في ساحات القتال. رد جمال: الاختلاف يصل إلى حد الخجل، لكن لولا رداءة الكونغ فو المنزلي، وبؤس حركاته، لما استطعت الوقوف على سيف أوما ثورمان في فيم Kill Bill"