فنراها معه من داخل. أن ترى الناس بكلّ أفكارهم ونواياهم وأعمالهم ومآتيهم من داخل، يعني أنّك وقد دخلت الحميم في ذواتهم، لم تعد متفرّجًا على كلّ ما يجري، بل أصبحت بمعنى من المعاني جزءًا منه وشريكًا فيه. وهكذا تغدو القصّة لا قصّة الأشخاص المرويّ عنهم فقط، بل قضيّتك أنت القارئ أو السامع أيضًا. فأنتَ، قبل أن تدخل الحميم في ذوات الناس، كنتَ فردًا فإذا بك بعد الدخول جماعة.
كتاب أكابر تأليف ميخائيل نعيمة
كتاب أكابر بقلم ميخائيل نعيمة .. مجموعة أقاصيص تعود في طبعتها الأولى إلى سنة 1956. وهي، كما درج نعيمه في أدبه القصصيّ منذ أقصوصته الأولى «العاقر» لسنة 1914، حريصةٌ أن تكون لصيقة بحياة الناس. إلّا أنّ نعيمه، سليل المدرسة القصصيّة الروسيّة منذ دراسته كحَدَث في بلاد القياصرة، لا يبقى في قَصصه ولا يُبقينا خارجًا، بل يدخل بنا إلى سيكولوجية النفس البشريّة،