كتاب أمالي الدلالات و جالي الاختلافات للمؤلف عبد الله بن بيه الأسلوب المبتكر في عرض علم أصول الفقه في هذا الكتاب .. كاد يكون مدرسة أصولية بمزايا منفردة لا تشاركها في ذلك أخواتها . يعد هذا الكتاب تلبية لحاجة العصر في سطْر هذا العِلم العريق بلغة بديعة سلسلة ، لا يتشكى منها طلاب الأصول ومحبوه ، كما هو الحال المعهود مع كتب
هذا العلم . وعلم الأصول أصل لا غنى لطالب العلم عنه ، فمن أدرك الأصولَ والقواعد .. آلت إليه الفروعُ والفوائد . وهذا هو ما تراه ماثلاً في هذا السفر المبارك ، الذي انبرى لتحرير الأصول الزكية ، بعباراتٍ سهلةٍ وجيزة ، وتراكيبَ رصينةٍ مفيدة . ليبين لنا تلك الأصول والثوابت التي انطلقت منها الشريعة الغرَّاء بكل فروعها وتطوراتها الحديثة التي لا تنتهي ؛ كما قال تعالى : ( كشحرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ... ) هذه الجماليات وغيرها نراها في كتابنا هذا منثورة ضمن شقَّين رئيسيّين هما : - دلالات الألفاظ - ودلالات المعاني وذلك بعد مقدمة شائقة ، واستهلالٍ بديعٍ ودقيقٍ حول حاجة الفقيه إلى اللُّغة العربية ، وأهميتها في الشريعة ، وارتباطها الوثيق باستنباط الأدلة والأحكام ، يعرضها بأسلوبٍ ماتع وتفصيل واضحٍ . إنّ في طيَّات هذا الكتاب وثنايا هذه الأمالي يجد طالبُ الفقهِ فقهاً مقارناً ، وطالبُ الأصول قواعدَ أصول الفقهاء والمتكلمين ، ودارسُ اللغةِ لغةً محكمةً وشجرةً وارفةَ الظِّلال ؛ كما سماها مؤلفها : « شجرة الدلالات ومناط الاختلافات » . هنا جمع لنا المؤلف خلاصة أصول فهم الفقهاء ؛ لينهل منه الطلاَّبُ ، ويرتوي من معينه الأعلام ، وليدركوا كيف فهم الأوائل مقاصد الشريعة ويقتدوا بهؤلاء الأعلام . كلُّ ذلك سبكه المؤلف بقلمه الناقدِ الخبيرِ ، وهو الذي خاض غمار الحياة وكانت له القدم الراسخة والمشاركة الباهرة في المدارس والجامعات ، والمحاكم والمؤتمرات ، والمجامع وأندية الحوار والمحاضرات .