ثم تلطخ عقول بعض أذكيائها ومفكريها بالنتاج الفلسفي للحضارة اليونانية، وفي الوقت الحالي تهاوى الكثيرون من أبنائها إزاء الحضارة الغربية المادية، وسقطوا في براثن الفكر العلماني واللاديني.
إذا تقرر لدى علماء الإسلام ودعاته أن في الوحي المعصوم (الكتاب والسنة) الشفاء لكل الأسقام الفكرية والمادية التي تعانيها أمتهم، فمن البدهي أن يستلهموا قواعد السلف الصالح في الفهم والاستدلال، والذي نزل القرآن بلغتهم وعاش الرسول صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم.
وعلى هذا الأساس المتين، بنى السلفيون المعاصرون تصوراتهم على منهج تأصيلي راسخ في محدداته وأطره العامة، وقد جنت الأمة الإسلامية بفضل الله ثماراً يانعة لجهودهم الجبارة في الدعوة للتوحيد وإصلاح عقائد الناس، ورفع الجهل بالعلوم الشرعية، والذب عن مقدسات الأمة وحرماتها، وإن كانت هذه المنجزات ليست حكراً عليهم ولكن كان لهم في ذلك النصيب الوافر، والجهد البارز.
إن متانة الأسس والقواعد التي ارتكز عليها السلفيون، لا يعني تصويب جميع ممارساتهم وتطبيقاتهم لهذه الأسس، كما لا تعطي شهادة تزكية مطلقة لكافة محددات الخطاب السلفي المعاصر، ولكن تبقى مشكلة كاتب هذه السطور في الظرف الزمني الذي تُطرح فيه مثل هذه "الأوراق".
كتاب أوراق سلفية إصلاحية - وليد بن عبد الله الهويريني
كتاب أوراق سلفية إصلاحية بقلم وليد بن عبد الله الهويريني.. يجمع المؤرخون المعاصرون على أن نصف القرن الماضي، وطلائع هذا القرن، قد شهد توهج الظاهرة الإسلامية، على كافة الصُعد والمستويات، والحركة السلفية المعاصرة تُعد اليوم إحدى أكبر أقطاب هذه الظاهرة الإسلامية، وقد لفت انتباه المراقبين تنامي تأثير الفكر السلفي وتجاوزه للمنطقة الجغرافية التي برز فيها وتوهج. ولعل من أسباب ذلك، "متانة" الأسس التي قامت عليها المدرسة السلفية التي تستهدف إعادة المسلمين لعقيدة وفكر الرعيل الأول في هذه الأمة، وهو جيل الصحابة والتابعين قبل أن يُدنس هذا المنهج النقي بظهور المذاهب المنحرفة في أواخر زمن الصحابة رضوان الله عليهم،
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.