"وما الكتاب هذا إلا بمثابة الهواء المستخلص من زهرة العلم والمعرفة، ومن كوكب معرفي يجعلنا نؤمن أن الكتابة هي فن الحياة والبقاء، وهي تولد خالدة. لأن المعنى يستجمع الحروف في كلمات نحافظ على نبضها في أحلك الظروف والمآسي،
وربما هي من يبقينا على قيد الحياة، وما يميز مقالات ""أمير تاج السر"" هو الواقع المعجون بحكاية أو مثل أو عبرة أو حتى الموقف الذي عاشه، وترك انطباعات في نفسه وهي جوهر ثقافي، بل! هي انعتاق من ذاتية الخروج إلى صفحات تتسع للكثر من التحرر، وعدم الإنقياد للعاطفة. من خلال تصويب أهدافه نحو العلاج الشامل. كيف لا وهو الطبيب المعالج بالأعشاب والأدوية؟ أليست الكتابة هي الأوكسجين الي نستنشقه كعطر الورود والرياحين؟ وأليست الأوراق التي نتصفحها هي الأعشاب المخضرة التي تتحول إلى ترايق شاف لأمراض مستعصية. أوكسجين هو ذرات الهواء التي تعيد إلى الصدر المتعب نشاطه وحيويته، وإلى العقل ما يثيره ويشحنه بالطاقة المعرفية المستفزة أو تلك التي تثير فضوله، فتجعله كالمستنير في رحلاته التأملية، وما العناوين المختلفة إلا طبيعة المقالات وما تحتويه من عبارات قد تختلف معها ونرضى بها، إلا أننا نستمتع بها لأن القراءة هي التعافي من الأدران الفكرية أو السموم الأدبية، ومن أوجاع الحياة، وهي المجهر الذي نسلطه على فيروس يسبب الأوجاع والأوهام، وما السبك والحبك في مقالات هذا الكتاب! إلأا لعبة فنية من روائي امتلك ناصية كلمته ومنحها هوية خاصة هي الأوكسجين الضروري للبقاء على قيد الحياة..."