يقدِّم هذا الكتابُ تأمُّلاتِ عالِم لغةٍ عن المقتضيات الأوسع لاستقصائه العلمي خلال أعوام طويلة من حياته. ويُصوِّر عنوانُ الكتاب: (أيُّ نوعٍ من المخلوقات نحن؟) بدقةٍ المدى الواسعَ الذي تَعْنيه هذه المقتضيات. فهي تتناول مدىً هائلاً من الحقول [العلمية]: كاللسانيات التنظيرية
وعلمِ الإدراك وفلسفةِ العلِم وتاريخ العلم وعلمِ الأحياء التطوري والماورائياتِ [الغيبيات، اللاماديات] ونظريةِ المعرفة وفلسفةِ اللغة والذهنِ والفلسفةِ الأخلاقية والسياسية، بل حتى الصورة المثالية للتعليم البشري، وإن تناولها باختصار. ما سأقوله، من غير تردد أو شرط، أنَّ[قراءتي لهذا الكتاب انطوت]على متعة وفائدة لا أستطيع الإتيان بأفضل منهما إلا أن أطلب من القارئ أن يَدرس الكتاب بنفسه ــ لا لمجرد مزاياه التي أشرت إليها آنفًا، بل للمستوى الفائق من جدِّية السعي لتناول أعمق الأسئلة في الفلسفة والعلوم، وأعلى من ذلك كله، لتوجُّهِه الإنساني الفريد.