كتاب إرادة القوة تأليف فريدريك نيتشه .. هنالك فصول قد تبدو مملة وبطيئة، ولكن في النهاية عندما تتعمق الفصول تجد إسقاطات على الواقع الحالي. في الكتاب الرابع تنبأ بالوحدة الاقتصادية لأوروبا وآثارها. أما أفضل فصوله فهو في الكتاب الثالث، وحديثه عن القوة والمجتمع. ربما يصف البعض نيتشة ويراه فظا وفوضوضي، ولكن يجب الاشارة إلى أن رؤيته للعالم تنبع من اتجاه فلسفي خلقه، ولا يعني أنها خاطئة، فأغلب ارائنا عن العالم تنبع من منظور شبه ليبرالي، ولذلك نراه قاسي. لا يسعنا إلا الاعتراف بعبقريته واطلاعه الواسع على الادب، الفينولوجيا وكذلك الموسيقى. رجل بهذا الاطلاع الغزير يعني أنه رجل مرهف الاحساس، وهذا ما نلاحظه في كتابه العلم المرح فقصائد كالتي القاها تكشف جانبه المرهف، وبرأي مهما تظاهر بالجفاء والقوة فهو لا يزال إنسان له إحساس، وإني لالوم لوسالومي على ما فعلته به. لربما رأى العالم بمنظور مختلف ان كان رجلا بيده من يحب. انعكاسات اذلالها له، وهو الرجل المغرور. خلقت عنده كره وهمي تجاه الجميع وهوس بالقوة.