كتاب لماذا نتفلسف سبل الحرية بقلم لورانس فانين..سنرى في الافتتاح كيف أن الاستفسار والتفكير الفلسفي مفيدان للفكر، يُشجِّعان فينا اقتناء موضع للحرية، بالابتعاد عن الظنون التي يحرِّكها المجتمع و أحكامنا المسبقة. هل يمكن إذاً توضيح مفهوم تصرف التَّفلسف على أساس أنه تجربة في الاستفسار بشأن المعرفة في مؤتمر الجهل؟ هل يمكن للفلسفة أن تُسْهم في المصالحة بيننا وبين الغير والعالم المعاصر؟يوضح أن التَّفلسف متواقت مع تصرف الاستفسار.
كان ميلاد الفلسفة يتميَّز بشكل فعلي بالدهشة لدى اليونان. لم تكن تعجٌّب ساذجة ومغفَّلة، لكن كانت تعجٌّب حَدْسية تُشجِّع على الفضول الفكري وعلى التفكير والتأمُّل.
كان المسألة يتعلَّق بالتساؤل بشأن الظواهر، والعمل على فهمها. إذا كانت الفلسفة تختص منذ الطليعة، في العصر السحيق، بالشعائر والأسطورة، وبالتاليَّ بنوعٍ من الاعتقاد، فإنها انفكَّت عن هذا. تحرَّرت من التصوُّر الشعبي للكون. ولكن سؤال مصدر العالم كان حاضراً بقوَّة. لأن في المرَّة التي وجد فيها الإنس أنفسهم «ملقون» (jetés) في الدنيا، فإنهم تساءلوا ولا يزالون يتساءلون بإصرار عن الموضع الذي أتوا منه، ولماذا ثمَّة كائن.