كتاب إسهامات شيعية في الحضارة الاسلامية بقلم محمود إسماعيل لم تنحصر الشعريات الحديثة في مجال نظريات الأدب، بل اتسعت لتشمل فنوناً إبداعية أخرى منها الفن التشكيلي والفن السينمائي، كما اتسع المدى أكثر فأكثر ليصل إلى البحث في شعرية الأشياء الواقعية كما عالجها غاستوتن باشلار في كتابه "جماليات المكان"، وشعرية التصورات الذهنية كما
عالجها كما أبو ديب في كتابه "في العشرية"، الذي قدّم فيه ما سمّاه نظرية الفجوة: مسافة التوتر.ولقد عولجت، في هذا الكتاب، قضية العلاقة بين القراءة والتلقي بين الشعرية، وكان الهدف من ذلك إبراز السمة التكاملية بينهما، والكشف عن مدى موضوعية النظريات الشعرية.إن مفاهيم الشعرية مختلفة ومتنوعة، ولكن هل استطاعت الشعريات الحديثة، بمختلف مفاهيمها النظرية، أن تفسر أو تجلي الوسائل الشعرية كلّها دون استثناء؟يبدو أنّ هذا مطمح كبير لم تستطع الشعريات بلوغه، فهي، بوصفها قوانين ثابتة، لم تستطع أن تفسر جميع التغيرات التي تطرأ على النصوص الأدبية، على مستوى الوسائل المتبعة والمكتشفة لخلق شعريتها.إن البحث في شعرية النصوص الإبداعية سيبقى دائماً مجالاً خصباً لتصورات ونظريات مختلفة، ذلك لأن الشعر، كما يرى يونس بن حبيب: "كالسراء والشجاعة والجمال، لا ينتهي منه إلى غاية".