كتاب اتَّقِ شَرَّ مَن أحسنت إليه بقلم محمد عبد اللطيف .. مَقُولَةٌ تتَضَمَّنُ حِكْمَةً وَمَوِعِظَةً وَنُصْحًا، لَا سِيَّمَا وَأَنَّ لَهُ وَقْعًا - أَيْ مُقْتَضَى النُّصْحِ- في وَاقِعِ النَّاسِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا، غَيْرَ أَنَّ وَاقِعَ مُقْتَضَى النُّصْحِ مَلْمُوسٌ بِشِدَةٍ في الأَزْمِنَةِ المُتَأَخِرَّةِ، وَقَدْ غَابَ عَنْ حَيَاتِهِم العَدِيدُ مِنْ الأَخْلَاقِ الفَاضِلَةِ فيمَا يَتَعَلَّقُ بَالمُعَامَلَاتِ، مِثْلَ خُلُقِ الوَفَاءِ وَالصِّدْقِ وَالأُخُوَّةِ وَالمَحَبَّةِ وَالإيثَارِ. وَعَلَى النَّقِيضِ فَقَدْ كَثُرَ الكَذِبُ وَفَشَى وَانْتَشَرَتْ الخِيَانَةُ وَخَلْفُ الوُعُودِ وَنَقْضُ العُهُودِ وَالمَوَاثِيقِ وَالبُخْلُ وَالشُّحُّ وَالحَسَدُ وَعَدْمُ تَمَنِّي الخَيْرَ لِلغَيْرِ حَتَّى بَيْنَ الإخْوَةِ الأشِقَّاءِ، وَانْتَشَرَتْ مَشَاعِرُ التَخْوِينِ وَالبُغْضِ وَالكَرَاهِيَةِ وَغَيْرِهَا مِنْ الأَخْلَاقِ وَالسُلُوكِيَّاتِ المُشِينَةِ وَالَّتِي نَرَاهَا وَافِرَةً في زَمَانِنَا هَذَا.