وسار في طريق صوره ومعانيه، وساقه هذا الحب إلى أن يعني بديوانه، وأن يقدم بين ذلك بدراسة واسعة تقارب التسعين من الصفحات، نشرت سنة 1954، وهي أوسع ما صدر عن أبي ماضي حتى ذلك الحين. وبهذه الدراسة وهذا الديوان طاف أبو ماضي على أقرانه وعشاقه بكأس قديمة جديدة. أضيفت إلى كأسه في الجداول أو الخمائل، ويستطيع القارئ أن يستمتع بهذه الدراسة وبهذا الشعر، وأن يجد عندهما ما يروي غليله، ويشفي ما يصدره من شوق إلى هذا الشعر المجنح والكلام العميق والصورة والبعيدة التي كان يرسلها الشاعر أبو ماضي. هذا من ناحية.
ومن ناحية ثانية فإن ما يميز هذا الديوان ذاك التقديم الذي خص به جبران خليل جبران ديوان أبو ماضي الأول "تذكار الماضي" والذي تمت إضافته في هذه الطبعة وهو ينشر لأول مرة والديوان هذا يمثل شباب الشاعر وخطاه الأولى ويصور نشأته، ومدرسته، وتأثره بشعر من قبله. فقد حاول المختصون أن يفهموا هذا، ولكنهم عادوا خائبين، فلم يقعوا على تذكار الماضي. إلى جانب ذلك زاد من أهمية هذا الديوان التصدير الذي كان بقلم الدكتور سامي الرهان. وبعد فإيليا أبي ماضي في ديوانه هذا سلالم بين المنظور وغير المنظور، وحبال تربط مظاهر الحياة بخفاياها وكؤوس مملوءة بتلك الخمرة التي أن لم تشفها تظل ظمآناً
كتاب الأعمال الشعرية الكاملة تأليف إيليا أبو ماضي
كتاب الأعمال الشعرية الكاملة بقلم إيليا أبو ماضي..
ديوان أبي ماضي يتألق بدراسة وتقديم إلى جانب قصائده. الدراسة للشاعر زهير ميرزا الذي كلف بإيليا أبي ماضي وأحبه،