ﻋﻨﮫﻢ. ﻓﻪ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ: (ﻳﺮﻳﺪ ﷲ ﺑﻜﻢ اﻟﯿﺴﺮ وﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻜﻢ اﻟﻌﺴﺮ) اﻟﺒﻘﺮة 185. ﻓﻔﻘﻪ "اﻟﺘﯿﺴﯿﺮ" ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺪﻳﻦ أﻣﺮ ﺿﺮوري. وھﻮ ﺿﺮوري ﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﻨﺎس. وﻗﺪ أﺧﺬ ھﺬا "اﻟﺘﯿﺴﯿﺮ" ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ وﻓﺮوﻋﮫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ ﺳﻤﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﺎت ھﺬا اﻟﺪﻳﻦ، وھﻮ ﻣﺎ ﻋﺒﱠﺮ ﻋﻨﻪ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وﺳﻠﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ: (إن ھﺬا اﻟﺪﻳﻦ ﻳﺴﺮ). وھﺬا اﻟﺘﯿﺴﯿﺮ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ رﻋﺎﻳﺔ ﺿﻌﻒ اﻹﻧﺴﺎن، وﻛﺜﺮة أﻋﺒﺎﺋﻪ وﺗﻌﺪد ﻣﺸﺎﻏﻠﻪ، وﺿﻐﻂ اﻟﺤﯿﺎة وﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﮫﺎ ﻋﻠﯿﻪ، وﷲ رؤوف رﺣﯿﻢ، ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻌﺒﺎده ﻋﻨﺘﺎً وﻻ رھﻘﺎً، إﻧﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻟﮫﻢ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﺴﻌﺎدة. إن ھﺬا اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺊ ﻟﻄﺒﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ، أو ﻹﻗﻠﯿﻢ ﻣﺤﺪود، أو ﻟﻌﺼﺮ ﻣﻌﯿﻦ، ﺑﻞ ﺟﺎء ﻋﺎﻣﺎً ﻟﻜﻞ اﻟﻨﺎس، ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷرض، وﻓﻲ ﻛﻞ اﻷزﻣﺎن واﻷﺟﯿﺎل. وإن ﻧﻈﺎﻣﺎً ﻳﺘﺴﻢ ﺑﮫﺬا اﻟﺘﻌﻤﯿﻢ وھﺬه اﻟﺴﻌﺔ، ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺘﺠﻪ إﻟﻰ اﻟﺘﯿﺴﯿﺮ واﻟﺘﺨﻔﯿﻒ، ﻟﯿﺴﻊ ﻛﻞ اﻟﻨﺎس، وإن اﺧﺘﻠﻒ ﺑﮫﻢ اﻟﻤﻜﺎن واﻟﺰﻣﺎن واﻟﺤﺎل. وﻣﻊ ﻛﻞ اﻟﻮﺿﻮح اﻟﺬي ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎت ھﺬا اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺸﺄن اﻟﺘﯿﺴﯿﺮ، ﻓﺈن ﻓﺮﻳﻘﺎً ﻣﻦ طﻠﺒﺔ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺒﺘﺪﺋﯿﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻮا ھﺬا اﻷﻣﺮ، ﻓﺄﺧﺬوا أﻧﻔﺴﮫﻢ ﺑﺎﻟﺸﺪة ﻓﻘﮫﺎً وﻋﻤﻼً، وﺣﻜﻤﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻔﮫﻮم ﺿﯿﻖ، ﻓﺎﻧﻄﺒﻖ ﻋﻠﯿﮫﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وﺳﻠﻢ: (ﻟﻘﺪ ﺿﯿﻘﺖ واﺳﻌﺎً ﻳﺎ ھﺬا) رواه أﺑﻮ داود (380) ﺑﻠﻔﻆ: (ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺠﺮت واﺳﻌﺎً).
ﻋﻨﮫﻢ. ﻓﻪ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ: (ﻳﺮﻳﺪ ﷲ ﺑﻜﻢ اﻟﯿﺴﺮ وﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻜﻢ اﻟﻌﺴﺮ) اﻟﺒﻘﺮة 185. ﻓﻔﻘﻪ "اﻟﺘﯿﺴﯿﺮ" ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺪﻳﻦ أﻣﺮ ﺿﺮوري. وھﻮ ﺿﺮوري ﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﻨﺎس. وﻗﺪ أﺧﺬ ھﺬا "اﻟﺘﯿﺴﯿﺮ" ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ وﻓﺮوﻋﮫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ ﺳﻤﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﺎت ھﺬا اﻟﺪﻳﻦ، وھﻮ ﻣﺎ ﻋﺒﱠﺮ ﻋﻨﻪ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وﺳﻠﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ: (إن ھﺬا اﻟﺪﻳﻦ ﻳﺴﺮ). وھﺬا اﻟﺘﯿﺴﯿﺮ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ رﻋﺎﻳﺔ ﺿﻌﻒ اﻹﻧﺴﺎن، وﻛﺜﺮة أﻋﺒﺎﺋﻪ وﺗﻌﺪد ﻣﺸﺎﻏﻠﻪ، وﺿﻐﻂ اﻟﺤﯿﺎة وﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﮫﺎ ﻋﻠﯿﻪ، وﷲ رؤوف رﺣﯿﻢ، ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻌﺒﺎده ﻋﻨﺘﺎً وﻻ رھﻘﺎً، إﻧﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻟﮫﻢ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﺴﻌﺎدة. إن ھﺬا اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺊ ﻟﻄﺒﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ، أو ﻹﻗﻠﯿﻢ ﻣﺤﺪود، أو ﻟﻌﺼﺮ ﻣﻌﯿﻦ، ﺑﻞ ﺟﺎء ﻋﺎﻣﺎً ﻟﻜﻞ اﻟﻨﺎس، ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷرض، وﻓﻲ ﻛﻞ اﻷزﻣﺎن واﻷﺟﯿﺎل. وإن ﻧﻈﺎﻣﺎً ﻳﺘﺴﻢ ﺑﮫﺬا اﻟﺘﻌﻤﯿﻢ وھﺬه اﻟﺴﻌﺔ، ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺘﺠﻪ إﻟﻰ اﻟﺘﯿﺴﯿﺮ واﻟﺘﺨﻔﯿﻒ، ﻟﯿﺴﻊ ﻛﻞ اﻟﻨﺎس، وإن اﺧﺘﻠﻒ ﺑﮫﻢ اﻟﻤﻜﺎن واﻟﺰﻣﺎن واﻟﺤﺎل. وﻣﻊ ﻛﻞ اﻟﻮﺿﻮح اﻟﺬي ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎت ھﺬا اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺸﺄن اﻟﺘﯿﺴﯿﺮ، ﻓﺈن ﻓﺮﻳﻘﺎً ﻣﻦ طﻠﺒﺔ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺒﺘﺪﺋﯿﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻮا ھﺬا اﻷﻣﺮ، ﻓﺄﺧﺬوا أﻧﻔﺴﮫﻢ ﺑﺎﻟﺸﺪة ﻓﻘﮫﺎً وﻋﻤﻼً، وﺣﻜﻤﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻔﮫﻮم ﺿﯿﻖ، ﻓﺎﻧﻄﺒﻖ ﻋﻠﯿﮫﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وﺳﻠﻢ: (ﻟﻘﺪ ﺿﯿﻘﺖ واﺳﻌﺎً ﻳﺎ ھﺬا) رواه أﺑﻮ داود (380) ﺑﻠﻔﻆ: (ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺠﺮت واﺳﻌﺎً).