قصة الرسالة هي أصدق قصة في التاريخ، وأعظم حكاية عرفها الإنسان، وأجلُّ حدث طرق الكون، إنها قصة النبي العربي الأمي، الذي التقت بدعوته الأرض والسماء، وانكشف برسالته الغطاء، ونصب بمبعثه ميزان الحق والعدل والسلام.
إنه الإنسان الذي فجّر ينابيع الحكمة، وفتح الآذان الصم، والأعين العمي، والقلوب الغُلف. بشّر وأنذر، ورغّب ورهّب، ووعد وأوعد، أذّن في أذن الدنيا بنغمة بلال، فاستفاقت على صباح جديد، وفجر زاهٍ، ويوم بهيج، من الحرية والإيمان، والعمل والصدق والتضحية. جزاه الله خيراً من كل قلب خفق لرسالته، وعن كل عين دمعت لموعظته، وعن كل أصبع أشارا لمبدئه، وعن كل رأس سجد لله بفضل دعوته. وهذا الكتاب مذكرة لحياته الحافلة المجيدة، ودفتر عمر لرحلته المباركة العامرة، فيه سيرته العطرة، وأخلاقه العظيمة، وسجاياه الكريمة، وأيامه وغزواته، وفتوحاته وانتصاراته، وسلمه وحربه، فيه تعريف بأعظم رجل، وأجل إنسان، وأشرف مخلوق... فصلى الله عليه دائماً وأبداً.