كتاب الإقتصاد في شرح الكوكب الوقاد في صحيح الاعتقاد
تأليف : مجموعة مؤلفين
النوعية : الفكر والثقافة العامة
مما ورد في مقدمة تحقيق الاقتصاد: ولعلماء أهل السنة والجماعة عناية خاصة بهذا العلم المتضمن لقواعد معرفة الله تعالى بأصولها وفروعها العلمية وآثارها القلبية ونتائجها العمَلية، ولهم فيه مصنفات متنوعة بين نظم ونثر ومطول ومختصر، ومن بينها هذه القصيدة اللطيفة المسماة بـ«الكوكب الوقاد في
صحيح الاعتقاد» وشرحها المسمّى بالاقتصاد. أما صاحب القصيدة فهو إمام جليل من أئمة أهل السنة والجماعة، هو الفقيه الإمام العالم العامل العلامة الصدر الكامل سيد العلماء وقدوة الأدباء أوحد عصره وفريد دهره شيخ الإسلام والمسلمين وبقية السلف الصالحين: عَلَمُ الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي المولود سنة (559هـ) والمتوفى سنة (642 هـ) رحمه الله. حفلت كتب التراجم بالثناء عليه والإشادة به وذكر علومه ومشايخه وتلاميذه، نورد منها كلام الحافظ الذهبي في التعريف به إذ قال: «كان إماماً كاملاً، ومقرئاً محققاً، ونحوياً علامةً، مع بصره بمذهب الشافعي، ومعرفته بالأصول، وإتقانه للغة، وبراعته في التفسير، وإحكامه لضروب الأدب، وفصاحته بالشعر، وطول باعه في الإنشاء، مع الدين والمروءة والتواضع واطراح التكلف، وحسن الأخلاق، ووفور الحرمة، وظهور الجلالة، وكثرة التصانيف، وقد كان من أفراد العالم وأذكياء بني آدم». وأما صاحب الشرح فهو الشيخ العلامة المحدث المفسّر عبد الرحمن جلال الدين السيوطي، شهرته وشهرة مصنفاته التي فاتت الخمسمائة تغني عن الإطالة في التعريف، وأيضا فإنه كتب لنفسه ترجمة في كتابه «حسن المحاضرة» أبان فيها عن نشأته العلمية ومشايخه وعلومه، ومن جملة ما جاء فيها قوله: «رُزِقتُ التبحُّرَ في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبديع». ولد سنة (849 هـ)، وتوفي (911 هـ) رحمه الله. إذن بين أيدنا الآن كتاب يتضمن متناً في العقائد وشرحاً له لإمامين كبيرين من أئمة أهل السنة والجماعة، تتفق جميع المصادر المترجمة لهما وتشهد آثارُهما على متانة دينهما وجلالة شأنهما في العلوم، ولن نتطرق تفصيلا لذكر ما تركاه لنا من الكتب وما حوته من النفائس والعلوم، لكننا سنحاول في عجالة الإشارة لمجمل مضامين هذه القصيدة شرحها، وبعض القضايا المعالجة فيهما، خصوصا في مبحث الصفات الإلهية.