كتاب الادب العربي الحديث: النثر بقلم سامي يوسف أبو زيد..هذا هو الكتاب الثاني في الأدب العربي الحديث، نواصل به ما بدأناه في الكتاب الأول. وقد قصرناه على النثر: فنونه وأعلامه، وتتبعنا فيه حركة النثر منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى اليوم. أما طريقتنا فهي قائمة على مزج المنهج التاريخي بالتحليل الواسع، وتبويب الأدب بالنظر إلى فنونه، من مقالة وخاطرة، وقصة قصيرة، ورواية، ومسرحية. وتوقفت عند أعلام هذه الفنون، فتعرّضت لحياة كل أديب منهم، وتناولت جوانب من عطائه الأدبي بالدرس والتحليل.
واقتضت طبيعة هذه الدراسة أن أوزّع الكتاب على أربعة عشر فصلاً؛ فخصصت الفصل الأول للنهضة الأدبية، عواملها ومظاهرها وطلائعها، ثم جاءالفصل الثاني ليلقي الضوء على أعلام أدب النهضة، وتناولت في: الفصلين الثالث والرابع أدب المهجر، والكتابة النسوية.
أما بقية الفصول فقد تناولت فيها فنون النثر الحديث وأعلامها، وأنهيت الكتاب بملحق تضمّن موضوعات متخيّرة من النثر الحديث. تستشرف الإنتاج الأدبي في العصر الحديث، مُلقيا نظرة بانورامية على نماذج من الفنون الأدبية، من مقالة، وقصة، وسيرة، ومسرحية.
لا شك في أن الأدب العربي المعاصر أدب كبير مثله كمثل أي أدب راقٍ في العالم، فقد أضحى الإنتاج الأدبي وفيراً في أقطار عربية عدّة، وتخطت بعض الأعمال الأدبية حدود الوطن العربي إلى مختلف بلدان العالم، تنمّ عن أن العرب قد أصبحوا من صُنّاع الثقافة، كما كانوا في عصورهم الزاهية. وقد شقت الكتابة النسوية طريقها في هذا الأدب، وتحدّث الكتاب عن رائداته، وقدَّم نظرة شاملة عن الأدب النسوي.
كذلك قمت بتحليل كثير من النصوص الأدبية، ونقدها، لأُعينَ القارئ على فهمها وتذوّقها؛ لذا راعيت ألا أعرض لفن من فنون الأدب الحديث إلا وقد بذلت الجهد في اختيار النصوص التي تُصوّره، وتُبيّن جوانبه المختلفة.
أما الأهداف التي توخيتها من هذا الكتاب الموسوم بـ «الأدب العربي الحديث» فهي:
1. تحرّيت أن أجعله ثقافة أدبية، تحقق المتعة الفنية والفائدة العلمية معاً.
2. حثّ الطلبة على قراءة النصوص الأدبية الواردة فيه، ففي ذلك تقوية لمهارات الكتابة الفنية عندهم، والارتقاء بهم نحو القيم الجمالية والخلقية الرفيعة.
3. ربط الأدب العربي الحديث بتاريخ العرب في هذا العصر الممتد منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى اليوم، وربطه أيضاً بالمستوى الثقافي في البلاد العربية.