كتاب الاقتصاد المصري في القرن الحادي والعشرين

تأليف : مجموعة مؤلفين

النوعية : الإقتصاد

كتاب الاقتصاد المصري في القرن الحادي والعشرين بقلم مجموعة مؤلفين..الخطاب المهيمن في مجال الاقتصاد خطره مزدوج. فإلى جانب كونه يعبر، ككل الخطابات المهيمنة، عن مصالح القوى السائدة اجتماعيا، مستبعدا بشكل قصدي الرؤى والبدائل الأخرى، فهو، في هذه الحالة بالتحديد، يطرح نفسه كخطاب علمي تقني ليس مطروحا مساءلته، لأنه قائم على حسابات منضبطة ومعادلات رياضية لا يمكن الشك بها. هذا بالضبط هو ما يطمح الكتاب إلى تفكيكه. فالخطاب الاقتصادي السائد هنا وفي كل مكان خطاب أيديولوجي مشبع بالانحيازات الاجتماعية رغم تستره بقدسية مفترضة للأرقام والمعادلات الرياضية. المسألة لا تقتصر فقط على الترويج لحزم السياسات المتبعة،

 التي تطرح بوصفها دواء مر لداء عضال، وإنما تمتد كذلك إلى زرع الاعتقاد أن الرأسمالية، عموما وفي صورتها الراهنة، هي طبيعة الأمور: “فاقتصاد السوق هو الشكل الطبيعي لأي اقتصاد حديث قابل للاستمرار والنمو، وأي إعاقة للأسواق هي إعاقة لما هو طبيعي، أي تشويه لما ينبغي أن ينطلق بحرية لا تحدها حدود”، هكذا ببساطة وبلا أي خجل!

لذلك فالكتاب يمزج بين نقد السياسات السائدة في الاقتصاد المصري ونقد التصورات السائدة عن طبيعة الاقتصاد المصري. فاقتصاد مصر رأسمالي مندمج -بصور مختلفة- في الاقتصاد العالمي، وهو قد فشل في تمتين وضعه الدولي كاقتصاد تصدير على النمط النيوليبرالي، لأسباب لا يمكن عزل السياسي فيها عن الاقتصادي، وهو ما أدى، إلى جانب عوامل أخرى، إلى إضعاف تنافسيته ومفاقمة العبء الواقع على الطبقات الكادحة خلال عملية “التحول إلى الأسواق” التي تنتقل من فشل إلى فشل في مسيرة تربو على الأربعين عاما، منذ قوانين السادات الانفتاحية الشهيرة.

خلال عشرة فصول، يقدم الكتاب بانوراما تحليلية نقدية لمختلف جوانب الاقتصاد المصري، من توزيع الدخل إلى التنافسية الدولية، من الاستثمار وتكوين طبقة رأسماليي المحاسيب الجدد إلى توزيع الدخل والثروة، من التجارة إلى الديون، من أوضاع الموظفين إلى السياسة النقدية، كل هذا من منطلق يرى العملية الاقتصادية -الإنتاج والتوزيع وإعادة الإنتاج- ليس كموضوع تقني يختص به الخبراء، وإنما كموضوع صراع اجتماعي ترتبط فيه أنماط الملكية بأنماط توزيع الثمرات والثروات، وتتأسس فيه السياسات انطلاقا من المصالح، وتطرح فيه البدائل تعبيرا عن مطامح لتغيير ليس فقط السياسات، وإنما هياكل الملكية وأنماط الإدارة.

شارك الكتاب مع اصدقائك