كتاب البحر من حولنا بقلم راشيل كارسون ترجمة محمد مصطفى الساكت .. ربما تكون البدايات غامضة، وكذلك الحال مع بدايات ذلك المنبع العظيم للحياة، أَلَا وهو البحر. لقد تباحثَ الكثيرُ من الناسِ في كيف ومتى احتوتْ الأرضُ مُحيطَها، كما أنه ليس من المستغرب ألَّا تتفق تفسيراتهم دائمًا. والحقيقة التي لا مناص منها هي أنه لم يكن أحدٌ – وقتئذٍ – ليرى ماذا حدث بالفعل، وفي غياب روايات شهود العيان، فلا بُدَّ مِن أن يكون هناك قدر معين من الاختلاف في الآراء. وبالتالي؛ فإذا أخبرتُكم هنا بقصة كيف احتوى كوكبُ الأرضِ (حديث النشأة) محيطَه، فيجب أن تكون القصة قد جُمِعَتْ من العديد من المصادر، وأن تحتوي على فصولٍ كاملةٍ لا يمكننا إلَّا أن نتخيلها. وتستند هذه القصة إلى شهادة أقدم صخور الأرض، والتي كانت حديثة النشأة عندما كان كوكب الأرض كذلك؛ أي تستند إلى دليل آخر مكتوب على سطح القمر الاصطناعي للأرض، وهو القمر، وتستند إلى الآثار المشمولة في تاريخ الشمس والكون كله من الفضاء المشحون بالنجوم. ولأنه مع أن غياب الإنسان أثناء الولادة الكونية، إلَّا أن النجوم والقمر والصخور كانت هي الحاضرة والشاهدة، وحقًّا كان لها بالفعل علاقة كبيرة بحقيقة وجود المحيط.