كتاب التعليم والهوية في العالم المعاصر

كتاب التعليم والهوية في العالم المعاصر

تأليف : إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي

النوعية : الفلسفة والمنطق

حفظ تقييم

الهوية تعني ببساطة: من نحن، على المستوى الجماعي؟ ومن أنا، على المستوى الفردي؟ فالهوية كلمة مشتقة من الضمير "هو" للتعبير عن شخصية المرء واتجاهاته وطابعه القومي، وانتمائه الاجتماعي والثقافي والحضاري والسياسي إلى الجماعة التي يغشش فيها. وتبرز الهوية في عالم اليوم

  بوصفها قضية مهمة في كافة المجتمعات التي تعايني عدم تواصل الأجيال، أو تعاني مشكلات سياسية أو ثقافية أو اجتماعية، فهي مفهوم سياسي غلب عليه الطابع الاجتماعي وأثر فيه بشدة. وقضية الهوية تشغل بال المفكرين والعلماء والمثقفين والقادة في دول العالم أجمع، ولذلك تتضافر الجهود لإبراز الهوية الثقافية القومية في نفوس أفراد المجتمع، من أجل منع الانقسامات وتشتت الهويات والانتماءات بين أفراد المجتمع، وتقديم المجتمع المتماسك الواحد المحدد الهدف والهوية، وذلك من خلال جميع وسائل التنشئة الاجتماعية والسياسية وأدواتهما ووسائطهما، التي تغرس الهوية الواحدة المشتركة في نفوس أبناء المجتمع. وتشمل تلك الوسائل الأسرة، ومؤسسات التربية والتعليم، ودور العبادة، وغيرها من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، كما تتعرض الهوية في عصر الإعلام المفتوح إلى حملات مختلفة ومكثفة من الغزو الفكري، مما يجعلنا نعود إلى دور الأسرة المهم، ودور التعليم المتميز القوي لغرس الهوية في نفوس الجميع توكيداً لتماسك المجتمع ووحدته وتطوره. وفي هذه الدراسة تعريف بالدور الحيوي الذي يلعبه التعليم في غرس الهوية في نفوس الأفراد، إذ أن التعليم يسهم في ذلك ونشده بصفته من أهم وسائط التنشئة عموماً، والتنشئة السياسية خصوصاً، إلى جانب الإعلام والأسرة. وللإحاطة بجميع جوانب الموضوع تم تقسيم الدراسة إلى خمسة مباحث نظرية بالإضافة إلى مبحث تطبيقي وآخر تحليلي عن توجهات التعليم في بث الهوية للطلاب والنموذج المصري لذلك في المبحث الأول تم التعرض لمفهوم الهوية ومستوياتها واختلافها عن المفاهيم الأخرى المرتبطة بها والمتشابكة معها، وذلك من الوجهة اللغوية، ومن وجهة نظر علماء النفس الاهتمامي، وعلماء الاجتماع السياسي، أما في المبحث الثاني فتطرق لموضوع التعليم وبث الهوية القومية في عالمنا المعاصر. وخصص المبحث الثالث للحديث عن الهوية العربية، وخصوصاً في مصر التي شهدت في العقود الأربعة الأخيرة دعوات فكرية أدت إلى تذبذب الهوية عند المصريين. أما المبحث الرابع فخصص للحديث عن دور التعليم في تحديد الهوية السياسية من خلال التوجهات السلوكية وتحقيق الوعي السياسي ودور التعليم في تدعيم الهوية القومية. وتناول المبحث الخامس الدور المهم الذي تقوم به المدرسة بصفتها الوسيلة الأساسية للتعليم المعاصر-في بناء الشخصية الوطنية والقومية للطلاب، وتوحيد هويتهم الذاتية من خلال عناصرها ومكوناتها وتشمل: المناهج التعليمية والمدارس والنظام المدرسي والأنشطة المدرسية. أما المبحث السادس فيتناول التعليم المصري الحديث من حيث أهدافه وفلسفته ودوره الاجتماعي والسياسي ودوره في ترسيخ الهوية الثابتة والقومية للمصريين. وختمت الدراسة بعرض تحليلي في المبحث السابع عن توجهات التعليم المصري في بث الهوية القومية للطلاب، من خلال تحليل مناهج المرحلتين الابتدائية والإعدادية في العام الدراسي 1980/1981، وهي المناهج المعدلة بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل وابتعاد مصر عن العرب، وتحليل المناهج المعدلة بعد عودة مصر إلى الأمة العربية. وتوضح هذه الدراسة الحيوية ما يقوم به التعليم المعاصر من دور مهم للغاية في التأثير في هوية أولادنا واندماجهم مع مجتمعهم.