كتاب التفسير التوحيدي - الجزء الثاني

حسن الترابي

التفاسير

كتاب التفسير التوحيدي - الجزء الثاني بقلم حسن الترابي..يعتبر "الترابي" أن الاجتهاد في تفسير القرآن لا فكاك له من منهج التوحيد. ذلك لأن الدين كله يتأسس على الإيمان بوحدانية الله عقيدةً يبلُغها الإنسان من تعرّف الآيات في ظواهر الكون المتفرقة المشهودة وفي مغازي حادثات الحياة المضطربة ببلاءاتها، تذكره الآيات البينات المنزلة وتهديه ليجعل حياته عبادة خالصة لله رباً واحداً لا يشوبها بإشراك أرباب أو تعلقات دونه. وذلك أيضاً لأن القرآن وحياً منه تعالى يخاطب الإنسان بأسلوب ونهج متسقين موحّدين لا يعتريهما اختلاف، لتقوم حياته موحدة وفاقاً لما حوله من أقدار الله الطبيعية المحيطة به على سبيل قاصد إلى الله الصمد لا تصرفه عنه ضلالة.

 ومن ثمّ ينبغي أن يتخذ المؤمن في تفسيره القرآن بنهج البيان التوحيدي لذلك الهدي المستقيم. تأتي أهمية هذا الكتاب من تفرد مؤلفه في اجتهاد تفسير القرآن على ذات منهج التوحيد، وهو منهج معرفي يستلهم القرآن ويضارع المناهج المعاصرة في الفلسفة ويفوقها بما يقبس من أضواء الكتاب والحكمة. وإذ يشتمل المجلد الثاني من "التفسير التوحيدي" على الثلث الثاني للقرآن من سورة "يونس" إلى سورة "العنكبوت"، يقدم لكل منها بـ "خلاصة هدي السورة إجمالاً لكل معانيها وموضوعاتها في وحدة واتساق، ثم يلي ذلك "ترتيل المعاني" وهو التفسير للآيات آية فآية رتلاً تتوالى معانيه وتتوحد، إضافة إلى "عموم المعاني" وهي خلاصات أخرى أوسع تفصيلاً لجملة موصولة من الآيات في سورة يربطها نسق موضوعي ومعانٍ موحدة بما يُعين الذين تضيق أوقاتهم عن قراءة كامل نص التفسير، فيجدون بعض غنى في الإجمالات والخلاصات. وهذا الكتاب "اجتهاد تفسير توحيدي في كلام قليل، مخاطبة لكلِّ قارئ مسلماً وغير مسلم لينظر في القرآن بوسع وعيه ومعروف بيئته، لعلّه يكسب جديداً زهيداً هدي القرآن وليس مزدلفاً إلى كمال فقه حقّه المطلق باسطاً ما تنبعث لديه من رؤى وما يستثار من اجتهاد في كل حين أو كيف أو أمد من حياته، ثم ليفيض هو بتفسير للقرآن ينشره للناس ترقياً مداوماً إلى الأنسب والأوفق والأتم في سيرة التفسير والحياة القرآنية 

شارك الكتاب مع اصدقائك