كتاب التفكير بعد هيدغر أو كيف الخروج من العصر التأويلي للعقل ؟
تأليف : فتحي المسكيني
النوعية : الفكر والثقافة العامة
خطيرة لأنّها تنتهي غالباً إلى رسم حدود كل أنواع اللقاء مع الغير، ما لم يكن هذا الغير مستعدّاً لتكلم لغتنا أو للتفكير بعقولنا.ولذلك، كان الرهان الصريح هو: كيف يمكن التفكير بعد هيدغر؟ بعديّةً ليس فقط زمانية بل طوبيقية أيضاً: أي تلك التي تمكّننا من الخروج من العصر التأويلي للعقل الذي أعطاه هيدغر وإشكاليته العامة.هكذا، فإن كلّ تأويل، مهما كان حرًّا، غير قادر على تأمين ولادة جديدة لأنفسنا. ثمّة حدود متعالية لكل تأويل منها أنّه يعيش ثورات "رعويّة" بلا وعد حقيقي. كل مؤوّل هو عقل حرّ، لكنّه في عمقه يظلّ حبيس نموذج "الراعي" التوحيدي السحيق القدم، الأمين على المعنى كضيعة روحية أو ملكية أخلاقية للخاصة، الذي يستبدّ بمخزون معنى لا يمكن التصريح به للجمهور، وإلّا تحوّل إلى فتنة أو إلى نقاش يومي بلا أصالة. ولذلك لا يمكن التحرّر من الداخل إذا كانت الحرية نفسها غير حرة، أي رعويّة وليست مدنية. وحدها الترجمة يمكنها أن تشفينا من الحاجة إلى التأويل الرعويّ، أعني إلى الاستبداد: ترجمة لا تعد بشيء وتعد بكل شيء، من أجل أنها عمل مدني مفتوح على كثرة من الإمكانات والطرق والأشكال في التعبير الإنجازي عمّا نخترعه في عوالمنا الخاصة من معنى وما نتقاسمه مع الغير من قيم حرية قابلة للكونية.إنّ وجهة عقولنا اليوم هي بلا شك حريتنا، بوصفها الصعيد الروحي الطويل الأمد لأنفسنا، وللغتنا كذلك، وما عدا ذلك هو ضجيج على سطح أنفسنا الجديدة.وقد جاء هذا الكتاب في قسمين تفرعوا إلى عدة فصول وفق ما يلي: القسم الأول: كيف نحررّ الكينونة؟ أو ما معنى أن نفكّر بشكل ما بعد ميتافيزيقي؟ الفصل الأول: ضيافة المعاني أو الترجمة ومنازل الكينونة بحث في آداب الترجمة لدى هيدغر، الفصل الثاني: "كَانَ" "ووُجِدَ" مدخل إصطلاحي إلى تأويلية الكيان (بحث في لغة هيدغر)، الفصل الثالث: الفلسفة و"الملكوت" في بعض ملامح البدء الآخر للفكر، الفصل الرابع: هيدغر والزعامة أو الفلسفة ونقد العقل الرعوي، الفصل الخامس: التفكير بعد هيدغر أو كيف الخروج من العصر التأويلي للعقل.أما القسم الثاني: هيدغر مترجماً - بعض تمارين في آداب الكينونة، النص 1: أصل الأثر الفني، النص 2: ستّ وقائع أساسية من تاريخ الجماليات، النصّ 3: في آداب الكينونة.