كتاب الثقافة الشعبية وتشكيل العقل المصري للمؤلف ياسر بكر.... * .. ماذا حدث، .. ويحدث للمصريين ؟!! .. يمكن تلخيص ما جرى للمصريين في أنه «غزو ثقافي» و «اغتصاب تربوي» أصابا الجميع بالقهر، وجعلا الفرد والمجتمع والأمة يعيشون حالة من «الاغتراب في الوطن» في ظل قيم ومعايير وسلوكيات في الذوق واللباس والطعام والاستهلاك فرضتها «الثقافة الوافدة» بعد إزاحة «الثقافة الشعبية»؛ بهدف خلق حالة من التحلل في نظام القيم
الجماعية القائمة بطريق غير مباشر، وغرس قيم بديلة زائفة وكاذبة وخادعة، وقولبة المواطنين في أنماط متشابهة كأنها خرجت للتو من خط إنتاج واحد، والخطر هنا لا ينصب على مآل «الثقافة الشعبية» و«الأدب الشعبي» فقط، ولكن خطورته تنصب على «الجماعة الشعبية»؛ لكون أصحاب «الثقافة الشعبية» هم المستهدفون لأسباب اقتصادية وسياسية؛ فانتهاك «الثقافة الشعبية»، وتفكيك بنيتها يعني تفكك النسق المعرفي والقيمي أى تفكك الوعي، وبانهيار الثقافة الشعبية يفقد أصحابها حصنهم التقافي الذي طالماً لجأوا إليه دائما للدفاع عن ذواتهم وهويتهم وحماية تمايزهم.