كتاب الجندي الذي أحبَّ الأدب بقلم عزيز ضياء ....كان طبيب الأمراض المعدية متجهم الوجه دائماً, ويقسو علينا من حينٍ إلى آخر, ثم كان -كثيراً- ما يطلق الشتائم والسباب في أقل خطأ يقع فيه أحدنا.ورددت أمام أحد الزملاء: إن هذا الدكتور ما ينفع معه غير المواجهة.فقال الزميل: إذا عاد في الغد إلى نفس المعاملة سنضربه معاً.وهالني الأمر جداً.ولكن عاد
الطبيب إلى إطلاق الشتائم على هفوة صغيرة وقعت مني حين كنت أدون درجة حرارة المريض, وأمسك به الزميل من الخلف, وكلنا له لكمة قوية ثم هربنا من المستشفى مذعورين.ركضت إلى ساحة الحرم لأخرج من باب زيادة واتجه إلى منزل الشيخ المصري الذي وكّله عمي على رعايتي.أخفاني الشيخ في غرفة من غرف بيته حتى سمعت المنادي في الشارع ينادي باسمي. ويردد على الأسماع جنايتي "مقبوض القبض على ولد عمره 12 سنة هارب من مدرسة الصحة في ثوبٍ أبيض, مكشوف الرأس.. الخ وتسليمه للشرطة أو للمدرسة في أجياد."