الحب الأول هو الحب الأخير دائما والحب الأخير حبيس الأحلام دائما . لا أعرف من جسمها سوى الصوت . الذي يصلني ضحكة تنهيدة أو همسة يمكنني من تخيل الأرداف والنهود . لقد تعلمت إرهاف السمع لمجرى الصوت .
نبهني رجل كفيف ذات يوم إلى ما يمكن أن يحمله الصوت من أخبار . وهكذا قيض لي بواسطة هذا الصوت ، أن ألمس هذا الجسد وأنا مغمض العينين . وأن أكتشف شيئا فشيئا لحظات حياته وحركاته . ها أنا أبتدع برغلة الجلد ودفء الأيدي والنظرة والصمت .أحرس أحدس التمنع وأستشعر اللين والضياع في خضم الليل . حين يستبقي السهاء ومضات النهار ويبتعث الصور الضائعة في زخم الضوء . أجدني أصغي إلى ذلكم الصوت . هو آت من بعيد بيد أنه قريب . ترى ما الثياب التي ينبغي أن أخلعها عليها؟ تصلني عارية في هذه اللحظات الأولى من الليل . أعطيها وجها فنظرة . كثيرا ما أفتقد خطاها . أحاول أن أنام حينئذ ترفع الغطاء . تدفعني دفعا تسقط المصباح ونمزق قماش الأشياء. قالت لي ذات ليلة متأخرة حلت في صدفة الوحدة . إذا استعصى محو الحلم فينا ـ الحلم الذي هو جذوة الحب المتقدة ـ فإننا مستعدان أن نتبادل الحب طويلا دون أم نتكاشف البتة.