كتاب الدنيا لعب ولهو وزينة تأليف أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. (أحيانا يُخيّل إليّ أن المال لم يُعْبد في أي زمان مضى ، مثلما عُبد في زماننا. إن كثيراً من الناس قد عبدوه. والفرق جدُّ كبير بين جلوس الإنسان إلى قوم - الآيةُ والحديثُ وهمُّ المسلمين والإسلام - شغلُ شاغل لهم ، لا يبرح حديثهم ، ولا يهجر مجالسهم ، حتى لقد عُرفوا بهذا ، وبين جلوس الإنسان إلى قوم - الدينارُ والدرهم والمكسب والخسارة ، والطعام والشراب - حديثهم الذي لا ينقضي ، وشغلُهم الذي لا ينقطع. إن الفرق الذي بين الفريقين يكاد يكون كالفرق الذي بين السماء والأرض وبين الأبيض والأسود ، وبين العذب الفرات والملح الأجاج ، وبين الظل والحرور ، وبين الثرى والثريا. إن الفريق الأول إن وجد فيك عيباً قوّمه وشدّ على عاتقك ، فتجاوزت الخلل وتداركت العيب وأزلت العوار.