كتاب الدولة في الفكر الإسلامي المعاصر للمؤلف عبد الإله بلقزيز يتناول هذا الكتاب "مسألة رئيسة في حقل الفكر النظري والفكر السياسي هي: علاقة الديني بالسياسي في وعي النخب الفكرية الإسلامية الحديثة والمعاصرة: كيف تمثلها هذا الوعي، وكيف عبر عنها خلال أزيد من قرن ونصف؛ وهي المسألة التي كثفتها نظرياً إشكالية الدولة في ذلك
الوعي، والتي ستصبح منذ تداعيات الغزوة الأوروبية لديار المسلمين في القرن التاسع عشر- نقطة انعقاد كافة القضايا في مجتمعات العالمين العربي والإسلامي".غطّى الكتاب حقبة تزيد قليلاً على القرن ونصف القرن ممتدة منذ: تخليص الإبريز في تلخيص باريز للطهطاوي إلى: السياسة الشرعية ليوسف القرضاوي (1998). وقد تصدت فيها أجيال خمسة من المفكرين الإسلاميين لبحث المسألة السياسية في الإسلام، ومسألة الدولة فيه على نحو خاص.وتناول الكتاب أربع إشكاليات فكرية حول الدولة تداولتها الأجيال الخمسة تلك وهي: إشكالية الدولة الوطنية لدى الإصلاحية الإسلامية بجيليها الأول والثاني، وإشكالية دولة الخلافة لدى رشيد رضا، ثم إشكالية الدولة الإسلامية مع حسن البنا وأخيراً إشكالية الدولة الثيوقراطية مع المودودي، وقطب، والخميني، ثم التيار "الجهادي" التكفيري. انها حسب الكتاب الإشكاليات التي أنتجت الخطابات الأربعة الرئيسية في التاريخ الحديث والمعاصر للفكر الإسلامي: الخطاب الإصلاحي، والخطاب السلفي الشرعي، والخطاب "الاخواني"، ثم الخطاب الثيوقراطي: خطاب "الحاكمية"، و"ولاية الفقيه"، و"الجهاد" داخل "دار الإسلام".وما يميز هذا الكتاب تناوله الخطاب الفكري الشيعي المعاصر حول الدولة وخاصة الخطاب النقدي المنفتح، المتحرر نسبياً من قيود "الامامة" ومن قيود "ولاية الفقيه"، وعلاقته بالتراث السني. إضافة إلى الانفتاح السني مع قطب والمودودي والتكفيريين على التراث الشيعي.الكتاب حافل بسياق ممتع يعالج ويفسر تطور حركة الفكر الإسلامي في نظرته إلى الدولة في الأصول والفروع ومن البداية إلى الحاضر القريب الذي تمثل بتجربة طالبان في أفغانستان.يحتوي الكتاب على قسمين يتضمنان اثني عشر فصلاً، القسم الأول: من الدولة الوطنية وإلى دولة الخلافة، القسم الثاني: من الدولة الإسلامية إلى الدولة الدينية.