كتاب الذاكرة والنسيان، نظريات واستراتيجيات وتطبيقات

تأليف : ياسين الحموي

النوعية : علم النفس

كتاب الذاكرة والنسيان، نظريات واستراتيجيات وتطبيقات بقلم ياسين الحموي  .. نعيشُ اليومَ في زمنٍ قلَّما تجدُ فيهِ شخصاً يُجيبك عن مسألةٍ ما وإنْ كانت تتعلقُ بهِ دون الاستعانة بما قدمتهُ لنا التّكنولوجيا، فاليوم قلَّما تجدُ شخصاً يتذكّرُ رقمَ هاتفه أو رقم هاتفِ قريبهِ، أو تاريخ ميلادهِ، وقد تشهد زمناً يستعين به الشّخص بالآلة ليجيبك عن اسمه أو اسمِ أبيهِ أو أمهِ أو أبنائهِ، وهذا الأمرُ ليسَ مستبعداً في زمنٍ اندمجَ فيه الإنسان مع الآلة لدرجة الذّوبانِ فيها واعتبرها ذاكرتهُ التي لا تخونهُ؛ لأنَّ ذاكرتهُ البشريَّةَ قّد تخونهُ كثيراً في أشدّ المواقفِ التي يحتاج إليها، ولكن هناك شريحةٌ تصفُّ نفسها بأنَّها ضحيّةُ هذه التّكنولوجيا بشكلٍ أو بآخر وهم الطّلبةُ المقبلونَ على امتحاناتهم المدرسيّةِ أو الجامعيّةِ، فهؤلاءِ لا يمكنهم ضمن الحالة الطَّبيعيّة التَّقليديّة لنظام الامتحان الاستعانةُ بذواكرَ خارجيةٍ، وعليهم دائماً الاتكالُ بعد اللهِ سبحانهُ على ذاكرتهم لتعينهم على استرجاع ما تمَّ حفظه وتعلّمهُ فيما سبق، ولذلك تجدُ هذه الشّريحةَ هي الأكثُر تردداً على شبكاتِ الإنترنت للبحث ضمن محرك البحث ( Google) عن طرقٍ أو أغذيةٍ تساعدهم على تقويّة الذّاكرة، وبعضهم الآخر تجدهُ لا يترددُ في سؤالِ طبيبٍ نفسيٍّ أو صيدلانيٍّ لإعطائه دواءً أو تركيبةً لأعشابٍ طبيعيّةٍ تُقوِّي ذاكرتهُ، وبعضهم الآخر من المتدينين تجدهم طَرقُوا أبواب الكتب السّماويّة ورجال الدّين لسؤالهم عن طرقٍ يُوصي بها الأنبياءُ والأوصياء في تقويّة الذّاكرة، وعلى الرّغمِ من ذلك تجد الطَّلبةَ لا يزالون يوجّهون السؤالَ نفسهُ وهو: كيف نتحدّى حالةَ النّسيان التي تواجهنا في الامتحان ونُقوي ذاكرتنا أكثر؟ وليس الطَّلبة فحسبُ بل إنَّ العديدَ من النَّاس ومن مختلفِ الشَّرائح العمريّة يسألونَ عن طرقٍ لتقويّة ذاكرتهم وقدراتهم على الحفظ والاسترجاع. جاء هذا الكُتاب تلبيةً لطلب بعض إخوتي وأصدقائي ممن كان يسألني بحكم تخصّصي في علم النّفس التّربوي عن طرقٍ يقدّمها علم النّفس لتحسين القدرة على الحفظ والتّذكر والاسترجاع، وقد كتبتُ لهم بحول الله وقوته تجربتي الشَّخصيّة من خلال رحلةِ التَّعلم والدّراسةِ المستمرةِ إلى اليوم، هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى اعتمدتُ على أحدث ما توصلت إليه الدّراسات والأبحاث ذات الصّلة. وأيضاً يُقدمُ لكَ هذا الكتاب صورةً جديدةً ربما لم نعهدها مِن قَبلُ حولَ بعضِ القضايا المرتبطةِ بالذاكرةِ ومكانِ تخزينها حيثُ سَيُجيبكَ هذا الكتيبُ البحثيّ عن هذه القضايا المختصرةِ في الأسئلةِ الآتية: هل دِماغُنا هو الَمسؤولُ عَن الذَّاكرةِ والذَّكرياتِ أم يوجُد جهازٌ آخرُ ؟ هل المثيراتُ البيئيةُ الخارجيّةُ هي المصدرُ الوحيدُ للمعلوماتِ الّتي تَستقبِلُها الذَّاكرةُ؟ ما هو التفسيرُ الحقيقيُّ لظاهرةِ المشاهدةِ مِن قَبلُ (الِديجافو)؟ وأسئلةٌ أخرى سَتَجِدُها في هذا الكتاب البحثي الذي يستندُ إلى العديد من الأدبيات والمراجع العلمية الحديثة في علم النفس المعرفي وعلم الأعصاب، وعلى ما بينه الدين الإلهي من تصورات جديدة لعمل الذاكرة وماهية النسيان. إنها دعوة إلى: إلى طلبة المدارس والجامعات وكل من يعاني من مشكلات في التذكر والحفظ لتصفح هذا الكتاب والاستفادة من النصائح والاستراتجيات العلمية في الحفظ والتذكر.

شارك الكتاب مع اصدقائك

2022-12-31

2022-12-31