هي التحليل التاريخي، حاولت من خلالها أن أربط رؤية كوربان بمجالها التاريخي بكل أبعاده الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية. وأعتقد أن هذا الربط ضروري لفهم تاريخية رؤيته الاستشراقية. وأما الأداة الثانية التي وظفتها في البحث فهي ما يسميه بعض الباحثين بـ "الطرح الإيديولوجي". فحاولت الكشف عن الوظيفة الإيديولوجية التي يمكن أن يكون فكر هنري كوربان قد أداها أو أراد أن يؤديها داخل الحقل المعرفي الذي ينتسب إليه. أي داخل الفكر الغربي ذاته. في الكتاب تناولت ظاهرة الاستشراق محاولا تعريفها ضمن ثلاثة أطر. هي الإطار الإتيمولوجي والإطار التاريخي والإطار الفلسفي. ثم تطرقت إلى رحلة كوربان الاستشراقية، مستعرضا لظرفه التاريخي بنواحيه السياسية والاجتماعية والفكرية، ولمنحنى حياته الاستشراقية. ثم حاولت أبرز البناء الداخلي للفلسفة الإسلامية في منظوره، معتبرا أن المنهج جزء من الرؤية، فتعرضت لبيان منهجه والتأسيس له في الفلسفة المقارنة وفي القرآن الكريم وفي السنة النبوية وتعاليم الأئمة الشيعة وفي فلسفة الإشراق. واستعرضت جوانب رؤيته كمشروع متكامل البنيان، بدءا مما يسميه "ظاهرة الكتاب المقدس الموحى" مرورا بالفلسفة النبوية وانتهاء بالفلسفة الإيرانية الإسلامية.
كتاب الرؤية الاستشراقية للفلسفة الاسلامية - هنري كوربان
كتاب الرؤية الاستشراقية للفلسفة الاسلامية للمؤلف هنري كوربان هنري كوربان من أهم المستشرقين المتميزين لأنه جمع بين جانبين مهمين في أعماله: جانب المستشرق وجانب الفيلسوف. غير أن التعاطي مع هذين الجانبين بجميع جزئياتهما في مثل هذا العمل المتواضع يثير العديد من الصعوبات؛ وقد فرضت علي طبيعة الموضوع ورؤيتي له إتباع أداتين لتأطير هذا البحث: الأداة الأولى
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.