وطاف في حواضرها وقراها، حتى أنّه لم يترك شيئاً من آثارها التاريخية ومعاهدها العلمية ومعالمها الصناعية إلا وزاره. لقد شدّه الحنين إلى أن يشدّ الرحال إلى دمشق عاصمة بلاد الشام، على رغم المشقّة وعدم توافر وسائل الراحة ، وهناك تسنّى لصاحب الرحلة سماع بعض الأخبار عن بعض الطوائف في تلك البقاع التي تحسن اختيار الخيل وتجيد ركوبها على أتمّ ضروب الفروسية وأكمل خواصها. يصف الأمير الاستقبال الذي أعدّ له في ميناء بيروت ،ثم ينقلنا إلى زيارة متصرف جبل لبنان يوسف باشا فرانكو. لا ينسى أن يعرّج على زيارة «المدرسة الملكية»، حيث رحّب به بخطاب تركي ألقاه أحد التلاميذ، ثمَّ يتحدث عن نزهة في ضواحي المدينة، ويخصّ بالذكر غابة كبيرة من شجر الصنوبر «كان قد أمر بغرسها جده المرحوم "إبراهيم باشا الأكبر" .
كتاب الرحلة الشامية تأليف محمد علي
ضمن سلسلة الكتب التي تضمّنت أخبار الرحالة العرب إلى الديار الشامية في القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين، نقِفُ اليوم على كتاب الأمير محمد علي «الرحلة الشامية». ونقرأ في مقدمة الكتاب الأسباب التي دفعت صاحبها إلى تنظيم هذه الرحلة بعد ما أمضى حوالى ثلاثين يوماً في جو البلاد الأوروبية،