كتاب الزحف المقدس

تأليف : شريف يونس

النوعية : الفكر والثقافة العامة

كتاب الزحف المقدس: مظاهرات التنحي وتشكل عبادة ناصر بقلم شريف يونس ...يناقش شريف يونس في كتاب "الزحف المقدس" أحداث 9، 10 يونيو 1967، حينما خرج الملايين من المصريين إلى الشوارع، مطالبين جمال عبد الناصر بالتراجع عن قرار التنحي. ويشير الكاتب إلى وجهتين للنظر في تحليل هذه المظاهرات، الأولى ترى أنها كانت

 مدبرة من قبل أجهزة الدولة، والثانية تعتبر أنها كانت مظاهرات عفوية. ويعتقد يونس في عفوية المظاهرات، لكن تلك العفوية كانت تعكس شعورًا ووعيًا متراكمين عبر 15 سنة، من حكم جماعة الضباط الأحرار، ومن ألحق بهم من المدنيين والعسكريين الآخرين. ومن ثم فإن أحداث 9 و10 يونيو يجب تفسيرها في ظل أوضاع سياسية وأيديولوجية متراكمة شكلت بالفعل أذهان الناس وعواطفهم وتوجهاتهم باستخدام تعبئة أيديولوجية متواصلة، وكانت نتيجتها هي تحرك الناس على هذا النحو الفريد في تاريخ الهزائم الكبرى للدول. ويعبر مفهوم الزحف المقدس عن فكرة وردت في كتاب فلسفة الثورة، ترى الشعب المرغوب فيه شعبًا مفتتًا إلى عناصره الأولية، يسير أفراده ومؤسساته وراء الضباط كرجل واحد، كما هو الحال تمامًا في الاستعراضات العسكرية.ولا يسع من يقرأ كتاب الزحف المقدس إلا أن يبدي إعجابه بالبراعة والعمق، اللذان تميز بهما تحليل النصوص، وخاصة تحليل خطاب التنحي. لكنه في الوقت نفسه تجدر الإشارة إلى ملاحظة أساسية تعد مصدر خلاف مع الطرح الذي يقدمه الكتاب، وهي الحجم الذي أعطاه الكاتب للعامل الأيديولوجي أو الدعائي في تشكيل شعبية جمال عبد الناصر. حيث أن الانطباع الذي يعطيه الكتاب، هو أن شعبية عبد الناصر هي في أساسها صنيعة الدعاية التي قامت باللعب على الانتصار السياسي في معركة تأميم القناة، والتضخيم من المكاسب التي حققتها في الأساس الطبقات الوسطى (لا الفقيرة)، من أجل تصوير النظام باعتباره نظام الفقراء والكادحين. غير إنه يصعب تصور أن تكون الأيدلوجيا أو الدعاية هي العنصر الأساسي في شرعية أي نظام. بل أنه في الحقيقة، إذا كانت كافة النظم الديكتاتورية تعتمد على الدعاية وقمع الرأي الآخر في إخضاع الناس واكتساب ولاءهم، فإن الكثير من هذه النظم يفشل في اكتساب الولاء ما لم يكن هناك أساسًا على الأرض يمكن الاستناد إليه. من ناحية أخرى، فإنه يمكن ملاحظة أن الطرح الذي يقدمه الكتاب به درجة من الاستعلاء إزاء الناس، كما لو أنهم كالقطيع الذي يمكن سوقه بلا وعي. فلو كان الأمر كذلك، لا يمكن فهم الحركات الواسعة التي قام بها الطلبة والعمال بعد أقل من عام، حينما صدرت الأحكام المخففة ضد المسئولية عن الهزيمة.

شارك الكتاب مع اصدقائك