كتاب البحث عن خلاص: أزمة الدولة والإسلام والحداثة في مصر بقلم شريف يونس يقدم هذا الكتاب نقدا تاريخيا ومنهجيا جذريا للروايتين الوطنية والإسلامية لتاريخ مصر الحديث، اللتين حكمتا رؤية معظم المصريين لسبعة عقود على الأقل. كلتاهما أشبه بملحمة شعبية تحكى سيرة بطل واحد بلا شريك: إما الشعب/ الأمة المصرية (وملحقها العربي)، أوالأمة
المسلمة. طمحت كلتاهما إلى تحديد هوية المصريين وإلزامهم بالتماهي مع هذا البطل الوحيد وتخوين أو تكفير أية رواية أخرى. وأكدت كلتاهما أن ديكتاتوريتها وحدها هي الخلاص النهائي والتعويض الشامل عن كل فشل وهزيمة.لا ينقد الكتاب هذا النوع من الروايات بإثبات خطأها، بل بمحاولة تفسير وجودها وهيمنتها، بوضعها في سياق رواية أكثر واقعية عن الدين والدولة عموما، وعن تاريخ البلاد منذ عهد محمد علي حتى سقوط مبارك.تطرح هذه الرواية البديلة قصة الدولة المصرية والإسلام مع الحداثة؛ فتنفض عنها المحلية وتضعها في السياق العالمي؛ وتروي نشأة وتطور أزمة الشرعية التي اكتنفت نشأة الدولة المصرية الحديثة، وأعاقت انتقالها إلى الديمقراطية، وعرقلت تأسيس الخطاب الإسلامي الحديث على أسس عقلانية؛ وتحاول أن تبين من خلال ذلك كيف نشأت ونضجت أزمة الهوية، أو جدل الأصالة والمعاصرة، والقوى التي ساهمت فيها، وفي القلب منها أزمة الإسلام الحديث وتداعياتها