كتاب الطبيعيات في علم الكلام: من الماضي إلى المستقبل بقلم يمنى طريف الخولي ....يبرز علم الكلام بوصفه الانبثاقة الأولى للعقل العربي، لاسيما وأننا سوف نحاول الغوص في أعماقه، وتتبع توالي نصوصه فيما يختص بالطبيعات ثم يلزمنا منهاج البحث بتتبع مسار الطبيعيات إلى الفكر الفلسفي. هذا لأن الفلسفة الإسلامية -كما سوف نبين- لم تكن إلا تطويراً
لعلم الكلام، ظهرت بعد أن تقاعل مع تراث الحضارات الأخرى، واستوفى نضجه، لتمثل الفلسفة مرحلة أعلى من مرحلة التمهيد الكلامي التي كانت المقدمة الضرورية لها. هكذا نجد معالجة الطبيعيات في علم الكلام يتضمن ركابها الطبيعيات في الفلسفة الإسلامية عند أساطين المشرق والمغرب معاً، ثم أولئك المعروفين باسم الفلاسفة الطبيعيين الذين يتحملون عبء ما نسميه الآن تاريخ العلوم عند العرب.وبنماء هذا العلم الطبيعي وتطوره، وتطور تقاناته وأجهزته، نمت وتطورت فروع العلم الأخرى، وتطور وتغير كل شئ بدءاً من المثل العقلية وانتهاء بواقع الحياة اليومية، مروراً بأشكال الصراع الطبقي. مما أدى إلى عصرنا هذا الذي جعل جدلية العلاقة مع الطبيعة والسيطرة عليها وصيانتها بيئياً والحفاظ على مقدراتها، هو الحلبة الكبرى لمعرفة الصراع والتفوق بين الحضارات. فهل نتزانى عن البحث في تأصيل وتطوير وضعية الطبيعيات في منظومتنا الثقافية وبنيتنا الحضارية؟!.