كتاب العُجمة  بقلم فريد صلاح الهاشمي......يصف العرب جميع المجتمعات والأمم غيرهم بـ "عَجَمٍ" أو "عَجَمِي" أو "أعجمي". ولكن غرضهم من هذا التوصيف ليس إذلالَ غيرِ العرب. بل يريدون بذلك أن يوضحوا أنهم لا يتحدثون باللغة العربية. والواقع أن هذا الوصف مذكور أيضًا في أحاديث رسول الله محمد (ص). فإنه يقول في حديث له: أنه  "لا فضل لعربيٍّ على عَجَمِيٍّ ولا أحمرَ على أسودَ.."؛ ولا يمكن تحقيق هذا التفوق إلا بِـ"التقوى". غير أنَّ ارتباكَ الإنسانِ العربي، أي عدمَ قدرتِهِ على التكلم باللغة العربية وفق قواعدها، قد انتقده علماءُ الإسلام. لأن اللغة العربية هي لغة القرآن والسنة. لقد استخدم العربُ لغتَهم الخاصةَ بشكلٍ مثاليٍّ في العهد الجاهليِّ، وفي القرون الثلاثة الأولى من العصر الإسلامي. لكنَّها فسدتْ بعد الفتوحات نتيجة اختلاط العرب بمختلف الأمم. وقد تحوَّلتْ هذه اللغة إلى لغة عربية شوارعية غير نظامية على مر القرون، وتختلف باختلاف المنطقة. ورغم ذلك فإن "اللغة العربية الفصحى" كلغة العلم والتعليم والكتابة والأدب لا تزال هي نفسَها في جميع البلدان العربية. وهذه اللغة النقية لا يستخدمها إلا نُخْبةٌ مثقَّفةٌ متفتّحةٌ. أمَّا اللهجات المحلية فإنها شائعة جدًا بين الشعوب العربية. يتم استخدام لهجات مختلفة في كل دولة عربية. ويرى علماء الإسلام في هذه الظاهرة خطرا على اللغة العربية. واسم هذا الخطر في الأدبيات هو "العُجْمَةُ". وهذا يعني أن يصبح الإنسان العربي عجميًّا. وفي المقال التالي، قد ركزت على هذا المفهوم.