كتاب العولمة بين منظورين بقلم محمد أمحزون..إن العولمة نظام يسعى إلى فرض خططه السياسية والمالية والتسويقية ، ومن خلال ذلك فرض أفكاره ومناهجه ثم قيمه وأنماط سلوكه ، وأصبح هذا المصطلح سياسات وإجراءات عملية ملموسة في كل المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية .
وأخطر أنواع العولمة (( العولمة الطوعية )) التي يدخل فيها الفرد باختياره وهي عولمة لا شعورية يصل فيها المرء باختياره إلى الانهزامية والاستلاب أمام النموذج الغازي ، وهذا الصنف أخذ يغزو ديار المسلمين وبدأت تترسخ معالمه ومظاهره بالتدريج مما يأذن بالخطر الداهم الذي يجتث الحضارة ويقتلع الهوية من النفوس فلابد من استنفار الجهود لاستعادة الوعي بالهوية الإسلامية وتحصين العقل المسلم ، وأيضًا لابد من الانفتاح على الحضارات الأخرى في التقنية وعلوم الوسائل حرصًا على امتلاك المعرفة في المجالات المختلفة مع خلق مناخ للإبداع والتجديد ؛ فالتقدم الحقيقي لا يمكن إحرازه إلا بالجمع بين الأصالة والمعاصرة ، أو قل : بين الثابت والمتغير .