في هذا الكتاب يشرح المفكر الاقتصادي الكبير جلال أمين حقيقة «العولمة» ومخاطرها، بما تتضمنه من تهديد لسعادة الإنسان ورفاهيته وشعوره بالاستقرار والطمأنينة، وتهديد لشعوره بالرضا عن نفسه المستمد من احترام هويته وتفرده. هذه المخاطر التي تأتي مما يسمى بثورة المعلومات، ومن اكتساح
قيم المجتمع الاستهلاكي، ومن انتشار ما يمكن تسميته بحضارة السوق، التي تحول كل شيء إلى سلعة، هي كلها من مظاهر «العولمة». إن «العولمة»، في نهاية الأمر، هي اكتساح أشياء معينة للعالم بأسره. وهذه الأشياء تشمل، ليس فقط سلعًا وخدمات، بل تشمل أيضًا المعلومات، وقيم المجتمع الاستهلاكي، وقيم حضارة السوق. قد يجد القراء في هذا الكتاب تأكيدًا زائدًا على الجوانب السلبية للعولمة، ولكننا نعيش عصرًا يتغنى فيه أكثر الناس بمزاياها، فلا بأس من أن يؤكد البعض على جوانبها الأقل حسنًا.