كتاب القذافي البداية والنهاية بقلم أحمد إبراهيم الفقيه..«من جهنم جاء القذافي، وهي منطقة في صحراء سرت شهدت مولده، والى جهنم الحمراء أرسل به الثوار يوم مصرعه على أيديهم في 20 أكتوبر 2011».
في سرت كان مسقط رأسه عام 1942، وفي سرت كان مقطع رأسه بعد ثمانية أشهر من المنازلات العنيفة التي بدأت في 17 فبراير عام 2011، وبين هذين التاريخين شهد العالم نمو هذا الكائن الذي تحول الى غول بشري عاش على سفك الدماء منذ أن وصل الى السلطة في عام 1969 إثر انقلاب عسكري أسماء زوراً ثورة الفاتح العظيم، ولا يكاد يمر يوم من تاريخ حكمه الأسود لم يسفك فيه دم مواطن ليبي ليرضي شهيته الإجرامية الإبليسية للولوغ في الدم البشري ، ولعل من أبشع مظاهر الخداع والتزييف التي صاحبت وصول القذافي الى السلطة بعد عامين من هزيمة العرب في حربهم مع إسرائيل عام 67 ، هو اعتباره واعتبار انقلابه ثأراً قامت به القوى العربية القومية الثورية لتلك الهزيمة الماحقة الساحقة ، ورداً ناجعاً عليها ، بينما لم يكن ذلك الانقلاب في الحقيقة إلاّ تجلياً من تجلياتها ونبتة خبيثة نبتت في مستنقعاتها ، وارتوت في مياهها الملوثة ، وإفرازاً لكل ما صاحب تلك الهزيمة ، وما أنجبها ، ونتج عنها ، من شعارات زائفة ، ومقولات باطلة ، وعنتريات كاذبة ، ما كان يمكن أن تخلق حالة مغايرة للحالة التي ولدت عنها الهزيمة ، ولا مناخاً صالحاً لإنجاب أي شئ آخر غير أجنة مشوهــة ، يعكس ما كان يقوله بعض كتاب المرحلة عن التغيير الاستراتيجي الهائل الذي أحدثته ثورة الفاتح باعتبارها جاءت رداً على الهزيمة ، لا تكريساً لها وتعميقاً ، وفي هذا الكتاب شرح واف لكيف كان الرجل وكان انقلابه وبالاً على المنطقة ونقمة على ليبيا وشعبها ودماراً لمقدراتها وإهداراً لثرواتها المادية والبشرية ، بشهادات لكتاب العالم بسوق الكتاب ، إحداها عن مراسل الـ بي بي سي يقول فيها: " مع القذافي ، ومع غيره من طغاة، فإن الظلام حاضر دائمــاً، لقد مول الإرهاب في ليبيا وعبر البحار، وبأمره كانت الأظافر تستل، والأعين يتم انتزاعها من محاجرها، وكانت القلوب وكذلك البيوت يتم تحطيمها ، لقد أفسد روح البلاد ، وجعل كل مواطن يسأل إن كان بقية المواطنين جواسيس عليه.
إنه الطاغية والطغيان في أكثر حالاتهما تجلياً ووضوحاً ودراسة لأبعاد الاثنين كما يكتبها قلم كاتب متمرس عايش التجربة عن قرب واستطاع رصدها بعقل الباحث وحدس المبدع معاً فجاءت حافلة بعمل التأمل والمعالجة وجلاء البصر والبصيرة وقوة الأدلة والبراهين وشهادات الشهود.