كتاب القرار الأخير تأليف نجيب محفوظ .. لا يمكن أن تذكر نجيب محفوظ دون أن تعكس الذاكرة صور الحارة المصرية القديمة، بكل حكاياتها ونوادرها النابضة بالحياة، المشبعة بعبق التاريخ والحنين إلى زمن جميل مضى
المجموعة هنا بها تنوع كبير، بعضها حكايات من صلب الحارة، وقصص أخرى رمزية ربما أفضلها عن الشيطان الذي يحتار في التعامل مع البشر، وأغربها قصة "الحزن له أجنحة" عندما يتحرر المرء من كل قيود تربطه بالدنيا بعد أن يفقد الأحباء، فيتحول الحزن إلى حالة جديدة يصعب على أذهاننا الشرقية فهمها كعادة كل قصص نجيب محفوظ القصيرة، الاسلوب قوي بلا تكلف، الصور الجمالية قليلة لكن الوصف مييز، تسلسل أحداث سريع دون مبالغة في الوصف أو استطراد زائد، ونهايات أحياناً مبتورة، فتكاد تشعر أن القصة تصلح كنواة لرواية مليئة بأحداث أكثر عمقاً وامتاعاً لكن الكاتب اختار في لحظة معينة أن يتوقف لتخرج القصة بذلك الشكل