في هذا الكتاب يتحدث العقاد عن وعود القرن العشرين في مجموعة من القضايا التي تؤرق مفكري هذا العصر منها قضية الغذاء والطاقة. يبدأ العقاد الكتاب بتساؤل فيقول: ماذا عند هذا العصر _ عصر الصناعة _ من وعود؟ وماذا من هذه الوعود حقيق أن يتبعه الوفاء؟ وماذا يحول دون وفائه بوعوده مما يقع في الحساب، ومما يقع وراء كل حساب؟

هذه الأسئلة التي تدور علي جوابها فصول هذا الكتاب، ونرجو أن نوفق للإجابة عنها. ينقسم الكتاب إلي بابين، الأول بعنوان: عرض وبيان، وفيه ستة فصول، أولها عن الطعام والطاقة، يتحدث فيه عن مصادر الغذاء الرئيسية للإنسان من النباتات و الحيوانات و مدي كفايتها ومدي استعداد الأرض لتحقيق الكفاية الغذائية للمزيد من البشر في القرن القادم. وتحدث عن الطاقة النووية كبديل للوقود الأحفوري يمكن الاعتماد عليه. في الفصل الثاني عن التعليم فقال: أخذ الغربيون اسم المدرسة من كلمة يونانية بمعنى الفراغ؛ لأن طلب العلم كان في الزمن القديم شغلا من شواغل الفراغ يستطيعه من يستغني عن العمل أو يعجز عنه، فمن علامات الزمن أن تصبح المدرسة مدار العمل كله، لا يستغني عنه أحد في جميع الوظائف الاجتماعية، وتدعو إليه ضرورات المعيشة كما تدعو إليه مطالب الفهم والتهذيب. والفصل الثالث عن الفضاء، تحدث فيه عن مستقبل هذا العلم وما يمكن أن يقدمه لخير البشرية في القرن القادم. فيا لفصل الرابع تحدث عن حكم العالم و ضرورة وجود حكومة واحدة لتحقيق السلم العالمي، و يري أن هذه الحكومة لا تقوم قبل أن تمتنع الدول القوية عن طغيانها ضد الدول الضعيفة. في الباب الثاني وعنوانه: تعقيب ومراجعة، تحدث العقاد في اثني عشر فصلا عن التاريخ، وغاية النوع الإنساني، والآلة، وخواص المادة والنظرة المادية، والإيمان، والعوالم الأخرى، وعالمنا، وأفريقيا وآسيا، والمجتمع، والأسرة والمرأة، والفن والعلم. كل هذه الموضوعات خاض فيها العقاد بعقله و قلمه فكان مما قال فيها ما يلي: "الصناعة تقارب بين الأعمال والأرزاق وتمهد السبيل لكسب الوقت الذي يبذله من يشاء في تحصيل المزايا والأذواق التي توفر ثروات العقول والنفوس، ولا تحصر التقدم الصناعي في توفير المال والعتاد، وهذا إن شاء من يملكون سعة الوقت أن يبذلوها في مقاصد الفكر والروح." "لا شك أن التاريخ ينتقل بالإنسان الفرد من حالة مبهمة مهملة إلي حالة الشخصية المستقلة بحقوقها وتبعاتها، المتميزة بكيانها وحرمتها. فمن فرد لا تتميز حياته من حياة أبناء القبيلة إلي "شخصية" محدودة المعالم تحاسب بعملها ولا تؤخذ بجريرة غيرها." "ما الذي يمنع أن يكون دوران الأرض حول الشمس أدل علي الحكمة الإلهية؛ لأنها في موضعها من المنظومة الشمسية قد أصبحت أصلح للحياة من جميع السيارات. وما الذي يمنع أن تكون النواميس في الطبيعة أدل علي الحكمة الإلهية من الفوضى والاختلال؟ وما الذي يمنع أن يكون التطور آية من آيات الهداية الإلهية التي ترتقي بالمخلوقات، وتبث فيها عوامل التنوع والارتقاء. وما الذي يمنع أن يكون التدين اجتهادا يبلغ فيه الإنسان ما هو قادر علي إدراكه طبقة بعد طبقة وجيلا بعد جيل. وما الذي يمنع أن يكون "الشر" أدل علي فضل الحياة والحرية من خلق الناس كما تصنع القوالب وتخرط الحدائد والأخشاب."

في هذا الكتاب يتحدث العقاد عن وعود القرن العشرين في مجموعة من القضايا التي تؤرق مفكري هذا العصر منها قضية الغذاء والطاقة. يبدأ العقاد الكتاب بتساؤل فيقول: ماذا عند هذا العصر _ عصر الصناعة _ من وعود؟ وماذا من هذه الوعود حقيق أن يتبعه الوفاء؟ وماذا يحول دون وفائه بوعوده مما يقع في الحساب، ومما يقع وراء كل حساب؟

هذه الأسئلة التي تدور علي جوابها فصول هذا الكتاب، ونرجو أن نوفق للإجابة عنها. ينقسم الكتاب إلي بابين، الأول بعنوان: عرض وبيان، وفيه ستة فصول، أولها عن الطعام والطاقة، يتحدث فيه عن مصادر الغذاء الرئيسية للإنسان من النباتات و الحيوانات و مدي كفايتها ومدي استعداد الأرض لتحقيق الكفاية الغذائية للمزيد من البشر في القرن القادم. وتحدث عن الطاقة النووية كبديل للوقود الأحفوري يمكن الاعتماد عليه. في الفصل الثاني عن التعليم فقال: أخذ الغربيون اسم المدرسة من كلمة يونانية بمعنى الفراغ؛ لأن طلب العلم كان في الزمن القديم شغلا من شواغل الفراغ يستطيعه من يستغني عن العمل أو يعجز عنه، فمن علامات الزمن أن تصبح المدرسة مدار العمل كله، لا يستغني عنه أحد في جميع الوظائف الاجتماعية، وتدعو إليه ضرورات المعيشة كما تدعو إليه مطالب الفهم والتهذيب. والفصل الثالث عن الفضاء، تحدث فيه عن مستقبل هذا العلم وما يمكن أن يقدمه لخير البشرية في القرن القادم. فيا لفصل الرابع تحدث عن حكم العالم و ضرورة وجود حكومة واحدة لتحقيق السلم العالمي، و يري أن هذه الحكومة لا تقوم قبل أن تمتنع الدول القوية عن طغيانها ضد الدول الضعيفة. في الباب الثاني وعنوانه: تعقيب ومراجعة، تحدث العقاد في اثني عشر فصلا عن التاريخ، وغاية النوع الإنساني، والآلة، وخواص المادة والنظرة المادية، والإيمان، والعوالم الأخرى، وعالمنا، وأفريقيا وآسيا، والمجتمع، والأسرة والمرأة، والفن والعلم. كل هذه الموضوعات خاض فيها العقاد بعقله و قلمه فكان مما قال فيها ما يلي: "الصناعة تقارب بين الأعمال والأرزاق وتمهد السبيل لكسب الوقت الذي يبذله من يشاء في تحصيل المزايا والأذواق التي توفر ثروات العقول والنفوس، ولا تحصر التقدم الصناعي في توفير المال والعتاد، وهذا إن شاء من يملكون سعة الوقت أن يبذلوها في مقاصد الفكر والروح." "لا شك أن التاريخ ينتقل بالإنسان الفرد من حالة مبهمة مهملة إلي حالة الشخصية المستقلة بحقوقها وتبعاتها، المتميزة بكيانها وحرمتها. فمن فرد لا تتميز حياته من حياة أبناء القبيلة إلي "شخصية" محدودة المعالم تحاسب بعملها ولا تؤخذ بجريرة غيرها." "ما الذي يمنع أن يكون دوران الأرض حول الشمس أدل علي الحكمة الإلهية؛ لأنها في موضعها من المنظومة الشمسية قد أصبحت أصلح للحياة من جميع السيارات. وما الذي يمنع أن تكون النواميس في الطبيعة أدل علي الحكمة الإلهية من الفوضى والاختلال؟ وما الذي يمنع أن يكون التطور آية من آيات الهداية الإلهية التي ترتقي بالمخلوقات، وتبث فيها عوامل التنوع والارتقاء. وما الذي يمنع أن يكون التدين اجتهادا يبلغ فيه الإنسان ما هو قادر علي إدراكه طبقة بعد طبقة وجيلا بعد جيل. وما الذي يمنع أن يكون "الشر" أدل علي فضل الحياة والحرية من خلق الناس كما تصنع القوالب وتخرط الحدائد والأخشاب."

ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدي...
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب. التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه. لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ