وأن فريقًا من رجالها صدف أن كانوا خارجها حين اشتداد الأمر، فتجمع من كل ذلك ومن عوامل أخرى، إجهاض الثورة وإفشال الأمر.
وليست هذه الثورة أول ثورة تجهضها الأقدار، ولا هذا الأمر أول أمر تفشله الظروف.
وينسى متهمو الكوفة أن فريقًا من رجالها كان يمكنهم القرار في بيوتهم والبعد عن المكروه، ولكنهم أبوا ذلك وصمموا على أين يكون مصيرهم مصير الحسين فخرجوا من الأمان والسلامة إلى الاستشهاد بين يدي الحسين، هذا ما فعلته عصبة كان على رأسها حبيب بن مظاهر ومسلم بن عوسجة.
وينسى البعض أن قائدًا من القواد كان يأمر فيطاع، ويتصدر من موقعه مجالس الناس، رفض القيادة والإمرة والصدارة وآثر عليها الشهادة، وهذا ما فعله الكوفي العريق: الحر الرياحي.
وينسون أن الكوفة قبل ذلك قد أنجبت حجر بن عدي الكندي وأصحابه الذين كانوا أعلى منارة في التاريخ في الثبات على المبدأ والصمود على العقيدة، وأنهم آثروا الموت على أن يتزحزحوا قيد أنملة عن مبدئهم وعقيدتهم
