كتاب اللغة والهوية في الوطن العربي: إشكاليات التعليم والترجمة والمصطلح بقلم مجموعة مؤلفين..هل هناك تحدّيات تواجه اللغة العربية في مجالات البحث العلمي الذي يعتمد ترجمات لمفاهيم ونظريات أنتجت في ثقافاتٍ أخرى؟ الجواب يتراوح بين السلب والإيجاب بسبب تداخل منظومات المعرفة المنقولة بالمفردات اللغوية المترجمة.
طرح التشابك بين المعرفة واللغة مسألة استخدام لغات أخرى غير العربية في التدريس في الجامعات الخاصّة والحكومية، ما أثار مشكلة عودة الاستعمار الثقافي واحتمال انكفاء اللغة الأمّ في التخاطب اليومي. في المقابل يشهد العالم تجاربَ مغايرة تؤشّر إلى إمكان إنجاز عمليات التحديث العلمي والتربوي باللغات الأمّ من دون حاجة إلى استخدام مفردات منقولة بذريعة أنّ اللغة غير قادرة على استيعاب المصطلحات الجديدة أو التفاعل مع المفاهيم المشتقّة من مجالات الاختراعات والاكتشافات بحجّة التخلّف الاجتماعي.
يحاول الكتاب الردّ على الإشكالية بالتأكيد على أنّ اللغة العربية لا تتعارض مع التطوّر والتحديث، بل ربّما تكون قاعدة معرفية للتقدم العلمي المفتوح على ثقافات العالم المعاصر وإنجازاته. فاللغة بوصفها قوّة توحيد تستطيع أن تقوم بدورها في تعزيز المفردات وبناء هويّة في سياقٍ عربي معاصر لا يتخالف مع طموحات تحقيق التنمية والتفاعل الحضاري مع ثقافاتٍ أخرى. وتستطيع اللغة أيضًا الاستجابة لمتطلبات التقدّم من دون خوفٍ على الهويّة المتوارثة في حال جرى تحديث المصطلحات التقنية وتعزيز المعاجم بابتكار مفرداتٍ عربية تقارب المفاهيم المعاصرة، وتعطي المقابل اللفظي للكلمات المترجمة.