وكانوا ينظرون للفتح الفرنسي للجزائر على أنه عمل موائم للحضارة. في أول فصل عرض لمقالة كتبها انجلز معنونة بـ "عبد القادر"، وعبد القادر هو رجل من المقاومة الجزائرية لبث سبع سنوات يحارب الجزائر ولما أحيط به قرر الاستلام بشروط تضمن له الأمان، ووافقت الحكومة الفرنسية على تلك الشروط، لكن بعض جرائد المعارضة هاجمت الحكومة وكانت ترى أن عبد القادر يجب أن يعاقب الأمر الذي اضطر الحكومة الفرنسية ان تتراجع عن قرارها وأظهرها بمظهر المرتشع الغير قادر، وكان من ضمن ما قاله انجلز في تلك المقالة... (وإذا كان من الممكن أن نأسف على ما أصاب الحرية من دمار، فلا يجوز أن ننسى أن أولئك البدو أنفسهم هم شعب من اللصوص، وسائلهم الرئيسية للعيش هي غزو بعضهم بعضاً أو غزو القرويين الحضر) وفي موضع آخر يدافع عن الاستعمار بحجة التحسن الاقتصادي الذي شهدته البلاد فيقول (يقال أن التجارة شهدت تطوراً مرموقاً منذ الاحتلال الفرنسي، وتقدر الواردات بحوالي 22 مليون دولار، وتتألف هذه الواردات بوجه الخصوص من القطن والأصواف والحرائر... الخ).
بيجو هو القائد الذي احتل الجزائر عام 1830، طلب من كارل ماركس أن يكتب مقالة عنه لجريدة فرنسية، وهو المتهم بإقامة مذابح وحمشية عديدة في الجزائر، أشهرها مذبحة شارع ترانسنوان، فقد قامت قوات بيجو النظامية المتفوقة عدداً بالفتك بكل وحشية بالمقاومة الجزائرية، ولكن كارل ماركس كان يدافع عن بيجو في المقالة ويقول أنه لم يشارك ولم يأمر بذلك، والجدير بالذكر أن بيجو تم استدعاءه أكثر من مرة إلى الجزائر عندما كانت تسوء الأوضاع أو تستعر الثروات ليسيطر عليها، وهو الأمر الذي كان ينجح فيه هذا الأخير بجدارة.
في مقالة أخرى يكتب أنجلز أن الجزائر مدرسة عسكرية، وأن الجنود الفرنسيس تعلموا كثيراً من غزو الجزائر، وكيف ساهم ذلك في تطوير أسلحتهم وتكتكاتهم العسكرية.
كتب ماركس كتاب في نظام مليكة الأراضي والعقارات في الجزائر، وفي النهاية جمع الكتاب لستة عشر رسالة كتبها ماركس من الجزائر 9 منها إلى انجلز والبقية لابنته، فقد اضطر ماركس للمكوث في الجزائر السنة القبل الأخيرة من حياته لتأخر حالته الصحية وقد نصحه الأطباء بالدفء على الشاطئ الأفريقي فمضى فيها فترة، الرسائل جاءت شخصية جداً خالية من الأمور المتعلقة بالشأن العام، فيحكي فيها عن متاعبه الصحية وحالة البلد من حيث الطقس وغيره، لكنه قال في احدى الرسائل (أنه حين تقترف على سبيل المثال عصابة من العرب جريمة قتل، وفي غالب الأحيان بغرض السرقة، وأنه حين يتم فيما بعد اعتقال الجناة الحقيقين ومحاكمتهم وقطع رؤوسهم، فأن هذ التكفير لا يكفي أسرة المعمرين المتأذين، فهي تطالب بأن تقطع فضلاً عن ذلك رؤوس نصف دزينة من العرب الأبرياء).
جاءت بعض المقالات الأخرى لتصف الحالة الجغرافية وحالة الطقس في الجزائر والتركيبة السكانية لها من أمازيغ وغيرهم،
كتاب الماركسية والجزائر تأليف كارل ماركس
كتاب الماركسية والجزائر بقلم كارل ماركس..الماركسية والجزائر (كارل ماركس - فريدريك انجلز) الكتاب عبارة عن بعض المقالات المنشورة لماركس وانجلز في بعض الصحف الفرنسية اضافة إلى خطابات شخصية لكارل ماركس كتبها في الجزائر تعكس وجهة نظره في الاستعمار الفرنسي للجزائر، الفكرة في تلك النصوص أنها تسبب الحرج للإثنين... ذلك أن ماركس وانجلز من أكبر الدعاة للحرية ومحاربة الامبريالية والاستعمار، لكنهما رغماً من ذلك كانوا مؤيدين للاحتلال الفرنسي للجزائر، ويتلمسون العزر للمستعمر أنه يحمل نبراس الحضارة إلى أمم بربرية وهمجية،