اختلف منحهما أكثر فأكثر وتعارضا، وقد أثبت كتاب يرودون أن ليس ثمة معبر يصل بينهما، ولم يكن من الممكن يومها تجاهل الكتاب، وهكذا يسجل ماركس بهذا الرد الذي وضعه الصدع الذي لا يرأب بينهما، ورأي ماركس العام في برودون موجود في المقالة الملحقة في هذا الكتاب الذي شغل بالنسبة لألمانيا أهمية لم يتنبأ بها ماركس نفسه، إذ إنه كيف استطاع ماركس أن يعرف أنه بإنزاله الهزيمة ببردون كان يضرب "روديرتوس" قناصي المناصب في هذا العصر، الذي لم يكن اسمه الرفيع وقتئذ معروفاً من قبل ماركس، بالعودة إلى محتويات الكتاب فقد شمل مقدمة "فزيدريك أنجلز" التي منها استقينا تلك اللمحة الموجزة عن الكتاب وأتبع ذلك بتمهيد وفصلين، حمل أولهما عنوان اكتشاف علمي وناقش من خلاله ماركس كل التناقض بين القيمة الاستعمالية والقيمة التبادلية، القيمة التأسيسة أو القيمة التركيبة، تطبيق قانون نسبية القيمة الذي شمل كل من النقد والعمل الزائد. وحمل الفصل الثاني عنوان متيافيزياء الاقتصاد السياسي الذي من خلاله شرح طريقة برودون على ضوء سبع ملاحظات وضعها لهذا الشأن مناقشاً بعد ذلك كل من الآلة وتقسيم العمل، المنافسة والاحتكار، الملكية والريع العقاري، الإضرابات واتحادات العمال.
وقد ضم الكتاب إضافتان كملحق صفحة من كتاب ماركس (مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي) برلين عام 1859 يعالج طوباوية جون غراي الأولى في تبادل النقد العملي، ترجمة لخطاب ماركس حول التجارة الحرة في بروكسل عام 1848، ويعود هذا الخطاب، مثل "بؤس الفلسفة" إلى الفترة نفسها من تطور المؤلف، بالإضافة إلى رسالتين الأولى من ماركس إلى اننكوف والثانية من ماركس إلى شويتز.
كتاب بؤس الفلسفة تأليف كارل ماركس
كتاب بؤس الفلسفة بقلم كارل ماركس..يقول فريدريك انجلز في المقدمة التي سطرها حول بؤس الفلسفة بأن هذا الكتاب أُنْجز شتاء 1846-1847 في زمن أوضح فيه ماركس لنفسه السمات الأساسية لنظرته الاقتصادية التاريخية الجديدة، والكتاب هو رد على كتاب "برودون" "نظام التناقضات الاقتصادية أو فلسفة البؤس" والذي ظهر في ذلك الحين، وهو الكتاب الذي أتاح لماركس أن يطوّر هذه السمات الأساسية، بمعارضتها لآراء رجل كان يشغل منذئذ المركز الرقيب بين الاشتراكيين الفرنسيين الأحياء، وقد كان الرجلان يطويان في باريس الليالي بكاملها يناقشان المسائل الاقتصادية،