كتاب المجتمع الإنساني في ظل الإسلام بقلم محمد أبو زهرة..
إن الإنسان ليحسب أن الشر هو الأصل في الوجود والخير عارض له وقد يذهب العارض وبقي الأصل، وتلك ظنون ليست من الظن الآثم ولكنها الظن المستمد من الواقع المحسوس لا الخيال المصور، ألم تر أبن الأرض اتخذ كل ما آتاه الله من فكر وتسخير للكون في سبيل الإفناء لبني الإنسان غير متحرج ولا متأثم، وألم تره يهلك الحرث والنسل ويفسد الزرع والضرع ويأتي علي كل قائم فيهدمـُه وعلي كل موصول فيقطعه؟ فينطبق عليهم قول الله في شأن المنافقين المفسدين الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل وذلك لأن القلوب فد خلت من التدين وذكر الله فملاها الشيطان.
ولا يمكن أن تصلح حال الإنسانية من غير دين، ولا دين يوجه النفوس الشاردة إلا دين يصلح القلوب ويدخل في صميم الحياة ومعاملات الناس فينظم العلاقات دولاً وجماعات وذلك هو دين القرآن.