تحديد اللحظة التي ولد فيها مفهومان متلازمان هما: "أوروبا" و"الغرب". والواقع أنهما من تمخضات تلك الحقبة الطويلة والمتقلِّبة التي يُصطلح عليها "العصر الوسيط"، الحقبة التي طورت جملة من العناصر الاجتماعية والدينية والسياسية والثقافية، فاندمجت لتشكّل "هوية" أوروبا، وبانتهاء تلك الحقبة، ظهر إلى العيان مفهوم "الغرب" بأبعاده الدلالية الأولية، وسرعان ما رُكّب من المفهومين المذكورين مفهوم جديد هو "أوروبا الغربية". هذا المفهوم ذو الدلالات المتموّجة، لم يمتثل أبداً للمعنى الجغرافي الذي يوحي به، فقد راهن منذ البدء على المقاصد الثقافية والسياسية والدينية، ومن ثم ثبّت مجموعة من الصفات والخصائص العرقية والحضارية والدينية على أنها ركائز قارّة، تشكّل أسس هويته، وغذّى هذا الاختزال ولادة مفهوم حديث ذي طبيعة إشكالية هو "المركزية الغربية". يُقسم الكاتب دراسته إلى مدخل وثلاثة أبواب وخاتمة. يبحث في المدخل "مفهوم المركزية الغربية - حيثيات المفهوم وإشكالياته". أما الباب الأول فيأتي بعنوان: الركائز الفلسفية لنـزعة التمركز الغربي ويضم فصلان: الفصل الأول حول إرهاصات العلم وانهيار سلم التصوّر اللاهوتي. أما الفصل الثاني فيبحث في فلسفة الروح وبناء التمركز الغربي. وجاء الباب الثاني بعنوان: تأصيل التمركز وتجلياته ويضم ثلاثة فصول: الفصل الأول حول التأصيل الفكري واصطناع المعجزة الإغريقية. أما الفصل الثاني فيبحث في التأصيل العرقي - أيديولوجيا التفاوت واختزال الآخر. ويأتي الباب الثالث والأخير بعنوان: نقد المركزية الغربية استشعارات داخلية ويضم فصلان: الفصل الأول حول الميتافيزيقا الغربية ونقد التمركزات الخطابية. الفصل الثاني: العقلانية الغربية ونقد التمركزات الاجتماعية. "المركزية الغربية" مرجع فكري هام وغني يكشف عن الأسس المعرفية التي بنى عليها الغربي نجاحه، هل هو القطع المعرفي لثقافة العصر الوسيط، أم القيم التنويرية، أم الارتكاز على العلم... هذا ما ستكشف عنه هذه الدراسة بكثير من الدقة والموضوعية في ضوء التحولات الفكرية والاجتماعية والسياسية التي سادت أوروبا حتى تمخض هذا المفهوم الحديث ذي الطبيعة الإشكالية التي صاغت الفكر الغربي الحديث صوغاً يوافق مقولات التفوق العرقي والثقافي والديني، تطورت فيها نزعة التمركز الغربي إلى مفهوم العولمة الذي امتد وشمل العالم ك
كتاب المركزية الغربية - عبد الله إبراهيم
كتاب المركزية الغربية بقلم عبد الله إبراهيم..يبرع الدكتور "عبد الله إبراهيم" كعادته في كل ما يقدمه لقرائه من مؤلَّفات في كشف سيرورة التطور المعرفي للغرب، عبر محطات، ومنعطفات، تاريخية ومعرفية هامة يقف عندها، ليبين للقارئ كيف برزت أوروبا بوصفها مكوناً ثقافياً، شاعت من خلاله نظمها الثقافية والفكرية وانتشرت في جميع البلدان وفي مختلف مجالات العلم والمعرفة والفن. في كتابه "المركزية الغربية" يدخل الكاتب في ماهية وطبيعة المفهوم الغربي للتطور بناءً على إعادة إنتاج مكوناته التاريخية منذ النشأة الأولى وهذا ما أورده في مقدمة كتابه التي يعتبر فيها أنه "يتعذر على وجه الدقة،
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.