كتاب المسرح والمرايا بقلم أدونيس..
أسألتني؟ مت أولاً، أو فاشتعل كالجرح واهبد في رمادي، واسأل... أتسأل عن بلادي؟ جسدي بلادي. من أنت؟ هل واكبت هرولة الكواكب وانحدرت مع السيول طلعت في شفتي جدار زهرة؟ ألبست أجنحة الفراشة، غبت في أحشاء صخرة، وبسطت راحتك، افترشت الشمس، صرت هسيس غابة. أسمعت أجراس الجبال ترن في عنق السحابة؟ من أنت؟ آ، ها... ذات مره، كنا، مشينا ذات مرة: أنت عبد الطريق خرقة في الطريق. أنت جبانة وعاده... وأما الفتح والرياده... وتحت أهدابي مدى أحصنه تشبح، والصهيل جرح، وللجبال وسوسات... نسجت من معارجي أجنحة للصبر، واحتضنت الينبوع والجمانة البيضاء والمرايا:
يا شجر الأيام أي شمس لبست في مداري يا شجر الدوار، وقلت هذي نارنا، وهذا سرادق الأخوه والزمن الأعجف قرن ثور يموت والنبوه، يت فقراء العالم النبوه فقر، وكل فقر أولع الفضاء -...- رافقيه يا نجمة السؤال، علميه الإعصار والهبوط في الأعالي..." وليس لي إلا دمي ووجهي وليس لي حنيني إلا لنار الحلم... -أنجحرت؟ من أنت؟ آ، ها... ذات مره... مت أولاً..."
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.