كتاب الموت في ثقب أسود بقلم نيل ديغراس تايسون ..لا أرى الكون مجموعةً من الأجسام، والنظريّات، والظواهر، بل أراه خشبة مسرحٍ واسعةً يتحرّك عليها الممثّلون مدفوعين بتعقيدات القصّة وحَبكَتِها؛ لذا عند الكتابة عن الكون، من الطبيعيّ أن تُحضِر القرَّاء إلى المسرح، وما وراء الكواليس، ليرَوا عن كَثَبٍ بأنفسهم كيف تُحضّر المشاهد، وكيف تُكتَب السطور، وإلى أين ستجري الأحداث لاحقاً. يتمثّل هدفي دائماً وأبداً في إيصال نظرةٍ ثاقبةٍ لكيفيّة عمل الكون، وهو أمرٌ أصعب من مجرّد نقلٍ بسيطٍ للحقائق. ستصادفنا أوقات طوال الطريق -كما في أفضل العروض المسرحيّة- نبتسم فيها، وأُخرى نعبس عندما يدعونا الكون إلى ذلك، وفي أوقاتٍ أُخرى سنرتَعِدُ خوفاً أمامه أيضاً؛ لذلك أرى كتاب “الموت في ثقبٍ أسْود” بوابةً للقارئ إلى ما يثير حماستنا كلّه، وينوِّرنا، ويرعبنا في هذا الكون.